86

Noticias de los sabios con noticias de los filósofos

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Editorial

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edición

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regiones
Siria
Imperios
Abbasíes

وذكر أبو الحسن بن أبي الفرج بن أبي الحسن بن سنان وكان أبو الحسن هذا المخبر أوحد زمانه في الطب لا يقصر عن متقدميه من الأهل قال حدثني أبو الفرج أبي قال حدثني أبو الحسن أب قال كنت وأبو الحسن الحراني يوما في دار أبي محمد المهلبي الوزير فقدم أبو عبد الله بن الحجاج الشاعر إلى الحراني وأعطاه له مجسه فقال له قلت لك غلظ غذاءك وأظنك أسرفت في ذلك حتى أكلت مضيرة بلحم عجل فقال كذاك والله كان وعجب هو والجماعة ومد إليه أبو العباس بن المنجم يده فأخذ مجسه وقال وأنت يا سيدي أسرفت في التبريد أيضا وأظنك قد أكلت إحدى عشرة رمانة فقال أبو العباس هذه نبوة لا طب وزاد العجب والتفاوض في ذلك من الجماعة الحاضرة وكنت أنا أيضا أكثرهم استطرافا وتعجبا وبلغ المجلس الوزير فاستدعانا وقال يا أبا الحسن ما هذه المعجزات الظاهرة لك فدعا له وجرى التفاوض لذلك وأنا ممسك لا ادري ما أقول فيه وخرجنا وقلت له يا سيدي يا أبا الحسن صناعة الطب معروفة بيننا لا يخفى عني شيء منها فبين لي من أين ذلك النص على أن المضيرة كانت بلحم عجل لا بقرة ولا ثور ومن أين لك الدليل على أن عدد الرمان إحدى عشرة فقال هو شيء يخطر ببالي فينطق به لساني فقلت صدقتني والله إذا أرني مولدك وجئت معه إلى داره فأخرج لي مولده ونظرت فيه فرأيت سهم الغيب في درجة الطالع مع درجة المشتري وسهم السعادة فقلت له يا عزيزي هذا تكلم لا أنت وكل ما تصيب في الطب من مثل هذا الحدس والقول فهذا سببه وأصله.

وذكر المحسن بن إبراهيم الصابي قال أصابتني حمى حادة كان هجومها علي بغتة فحضر أبو الحسن عمنا وأخذ بحسي ساعة ثم نهض ولم يقل شيئا فقال له والدي ما عندك يا عمي في هذه الحمى فقال له سرا لا تسألني عن ذلك إلى أن يجوزه خمسون يوما فوالله لقد فارقتني في اليوم الثالث والخمسين.

وتوفي أبو الحسن ثابت بن إبراهيم في آخر نهار يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة تسع وستين وثلاثمائة ببغداد وكان مولده بالرقة ليلة يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

Página 92