233

Noticias de los sabios con noticias de los filósofos

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Editorial

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edición

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regiones
Siria
Imperios
Abbasíes

الأندلس يهودي النحلة قرأ علم الأوائل بالأندلس وأحكم الرياضات وأخذ أشياء من المنطقيات وقرأ الطب هناك فأجاده علما ولم يكن له جسارة على العمل ولما نادى عبد المؤمن بن علي الكومي البربري المتولي على المغرب في البلاد التي ملكها بإخراج اليهود والنصارى منها وقدر لهم مدة وشرط لمن أسلم منهم بموضعه على أسباب ارتزاقه ما للمسلمين وعليه ما عليهم ومن بقى على رأي أهل ملته فلما أم يخرج قبل الأجل الذي أجله وما أن يكون بعد الأجل في حكم السلطان مستهلك النفس والمال ولما استقر هذا الأمر خرج المخفون وبقى من ثقل ظهره وشح بأهله وماله فأظهر الإسلام وأسر الكفر فكان موسى بن ميمون ممن فعل ذلك ببلده وأقام ولما أظهر شعار الإسلام التزم بجزئياته من القراءة والصلاة لفعل ذلك إلى أن مكنته الفرصة من الرحلة بعد ضم أطرافه في مدة احتملت ذلك وخرج عن الأندلس إلى مصر ومعه أهله ونزل مدينة الفسطاط بين يهودها فأظهر دينه وسكن محله تعرف بالمصيصة وارتزق بالتجارة في الجوهر وما يجري مجراه وقرأ عليه الناس علوم الأوائل وذلك في أواخر أيام الدولة المصرية العلوية وراموا استخدامه في جملة الأطباء وإخراجه إلى ملك الإفرنج بعسقلان فإنه طلب منهم طبيبا فاختاروه فامتنع من الخدمة والصحبة لهذه الواقعة وأقام على ذلك ولما ملك المعز مصر وانقضت الدولة العلوية اشتمل عليه القاضي الفاضل عبد الرحيم ابن علي البيساني ونظر إليه وقرر له رزقا فكان يشارك الأطباء ولا ينفرد برأيه لقلة مشاركته ولم يكن رقيقا في المعالجة وتزوج بمصر أختا لرجل كاتب من اليهود يعرف بأبي المعالي كاتب أم نور الدين على المدعو بالأفضل بن صلاح الدين يوسف ابن أيوب وأولدها ولدا هو اليوم طبيب بعد أبيه بمصر وتزوج أبو المعالي أخت موسى وأولدها أولادا منهم أبو الرضى طبيب ساكن عاقل يخدم آل قليج أرسلان ببلاد الروم ومات موسى بن ميمون بمصر في حدود سنة خمسين وستمائة وتقدم إلى مخلفيه أن يحملوه إذا انقطعت رائحته إلى بحيرة طبرية ويدفنوه هناك طلبا لما فيها من قبور بني إسرائيل ومقدميهم في الشريعة ففعل به ذلك وكان بشريعة اليهود وأسرارها وصنف شرحا للتلمود الذي هو شرح التوراة وتغيرها وبعضهم يستجيده وغلبت عليه النحلة الفلسفية فصنف رسالة إبطال المعاد الشرعي وأنكر عليه مقدمو اليهود أمرها فأخفاه إلا عمن يرى رأيه في ذلك وصنف

Página 239