333

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Géneros

نعم قد قدحوا في سننه الكبرى ولفقوا رواية عنده بالاعتراف لعدم لصحتها وهذا الرواية لعمري مكذوبة عليه وإنما هي نكتة أنها أي السنن الكبرى استملت على خصائث علي وفضائله رضي الله عنه على وجوه لا يرضونها وقلة الانصاف في حق علي علي كرم الله وجهه في الجنة متوارصثة بينهم خلفا عن سلف فقد ابتلى رضي الله عنه بكثرة الاعداء وقلة الممنصفين أو ليس هو القائل علي كرم الله وجهه في الجنة: ما ترك الحق لي من صديق، ومما يدلك على هذا أن القوم يوم صفين إنما صاروا يبحثووا عن عمار بن ياسر رضي الله عنه وينظرون في أي الفئتين يكون لأنهم سمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنها تقتله الفئة الباغية)) حتى أن عمرو بن العاص بالف في استدراجه واستمالته إلى فئة معاوية فلم يظفر عمرو من عمار رضي الله عنه إلا بما أوجعه حتى ضلله عمار وجرحه جرحا بليغا في ملأ من أصحابه، فانظر كيف استرابو في أمر عمار بسبب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: ((تقتلك الفئة الباغية)) وما استرابو في قتال علي علي كرم الله وجهه في الجنة.... في حقه ما هو أعظم من حديث عمار في عدة أحاديث لا ينكرونها ولو لم يكن منها إلا قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: ((اللهم ال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خدله)) ولعمري [175] بل كان يبهم أمرهم ويعوض بضلالهم كما في قوله لعمار: ((تقتلك الباغية)) إلى غير ذلك من الإشارات التي لم يعمل بها إلا من وفقه الله وكفى أن بعض الأتقياء كعبد الله بن عمرو بن العاص دخل في ضلال أبيه وحارب مع معاوية يوم صفين مشمرا عن ساق الحد لغفلته عن الإشارات النبوية.

Página 373