قال وأخرج أيضا من طريق أبي بكر بن عباس عن بصير بن سلميان الأخمسي عن علي قال: والله ما نزلت ية إلا وقد علمت فيمن أنزلت وأين أنزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا، ولسانا ... ولا أنتهى، والمعترض وأصحابه يقولون أنه مع ذلك طالب فميا لا حق له فيه من الإمامة، وقال: كنا نظن أن لنا في هذا الأمر حقا، وطالب في الإرث من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعلم أن معاشر الأنبياء لا يؤرثون، وأن عموم ية المواريث مخصوصة [172] بذلك إلى غير هذا مما يحطون به من منزلته علي كرم الله وجهه في الجنة، وقد ساأل بهذا السبيل وطال في عصرنا الذيل حتى عدم التحدث بفضله علي كرم الله وجهه في الجنة وفضائل سائر أهل البيت وصار المتحدث بها مرميا بالرفض والزندقة، ونحن آلان نترك ذكر علي وأهل ابييت رضي الله عنهم أجمعين في مواضع عديدة حذرا من النبر بسوء العقيدة، وفرار من الوقوع في مكيدة فقد رسخ النصب في أفئدة العوام بسبب ما جرى من آمراء الجور في سالف الأيام، ولهذا قلت الأحاديث الثابتة برواية أهل البيت والمروية في فضائلهم كما كثرت الأحاديث في الجانب الآخر كما مر، ومما يرشد إلى هذا ما بلغني من أن أبا سيعد سفيان الثوري المشهور رحمه الله تعالى لما دخل عليعه عيسى بن زيد بن علبي بن الحسين بن علي رضوان اله عليهم أجمعين هو والحسن بن صالح شيخ الزيدية الذي تقدم ذكره وكان قد تنازع عيسى والسحن في مسألة مما يتعلق بأمر السلطان، وأراد أن يتكلم في ذلك يفيان فأختتم من عيسى إذ لم يتحقق معرفته، وكانت الغيبة والمتاغب قد غيرت حاله، فلما تحققه قام من مجلسه وأثبته فيه وجلس بين يديه وأخبره بما عنده في المسألة وروعه، وانصرف وكان سفيان رحمه الله تعالى يشدد على أمراء الجور، وكلامه في حقهم مسطور مشهور، وكان مذهبه مذهب الزيدية في وجب القيام على أمراء الجور، وأئمة الصلال حتى قال بعض الكرامية: انه ما اشتهر عنه الزيد إلا من هذه الجهة مع حب الفاطميين، وكان يقول: حب بني فاطمة والزع لهم ... عليه من الخوف والقتل، يبلى من في قلبه شيء من الإيمان، انتهى.
وقال اللقاني وأحسبه ناقلا عن التفتازاني ما لفظه: فقد كان من يزيد لعنه الله تعالى في حق أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الظلم والجور ما هو في أعلى مراتب الظهور بحيث لا مجال فيه للاخفاء ومن الشناعة بحيث لا..... فيه على .. إذ يكاد يشهد به الجماد والعجماء وتبكي له الأرض والسماء، وتنهد من الجبال وتنشق الصخور.... سوء علمه على كر الشهور ومر الدهور، فلعنه الله على من ..... أو رضي به أو سعى فيه ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، ثم قال: قال السعد: فإن قيل فمن علماء الإسلام من لم يجوز اللعن على يزيد مع علمهم بأنه يسحق ما يرموو على ذلك ويزي.
Página 368