قال أبو جعفر الإسكاي رحمه الله تعالى في كتابه التفضيل كما حكاه عنه الشيخ بن أبي الحديد رضي الله عنه ما لفظه: وروى عطاء عن عبد الله بن شداد أنه قال: وددت إني أترك فأخذت بفضائل علي بن أبي طالب يما إلى الليل وأن عنقي هذه ضربت بالسيف، قال -أي جعفر رحمه الله تعالى-: والأحاديث في فضله علي كرم الله وجهه في الجنة لو لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلى غاية بعيدة لا نقطع نقلها للخوف من بني مروان مع طول المدة وشدة العداوة ولولا أن لله في هذا الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث ولا رويت له منقبة، ألا ترى أن رئيس قرية لو سخط علىواحد من أهلها ومنع الناس أن يذكروه بخير وصلاح.... ذكر ونسي اسمه وصار وهو موجود معدوما وهو حي ميتا، انتهى.
قال ابن ايب الحديد بعد أن أورد هذ الكم من جملة كلام طويل هذا خلاثة ما ذكره شيخنا أبو جعفر رحمه الله تعالى، انتهى.
قلت: الأمر كما قاله الشيخ أبو جعر المذكور رحمه الله تعالى وقد شاهدنا ذلك في زمامننا ورأينا أن للدولة أثر عظيما في .......ما كرهوه وأشاعهة ما أحبوه، وقد سبق على الجلال المحلي ما يدل على أن هذا أمر لا ينكره الخصوم حيث قال: ذلك الكلام [171] في حديث: ((أنت مني بمنزلة هاورن من موسى....)) الحديث، وليس ما ذكره مخصوصا ..... فإنه قد جرى أيضا من بني عباس وكفى ما جرى من أبي الدوانيق، وعن المتوكل المتأكل الزنديق ومن سائر نواصب العباسية والمنحرفين من الملوك عن الطريق حتى أنهم لا يبالون بأن يقولوا بخطأ علي كرم الله وجهه في الجنة في تأخره عن بيعة أبي بكر نظرا إلى أنها مما اتفق عليه رأي أبي بكر وعمر، وجماعة من الصحابة ولو لم يثبت الاجماع المعتبر فكفى بأبي بكر وعمر، وهذا مما سمع أهل زماننا منهم يمدون ألسنتهم للنطق به، ولا يعلمون أن عليا علي كرم الله وجهه في الجنة ما اتفق أنه أنزل في حقة آية واحدة من آيات الزجر واللو بخلاف غيره فقد ثبت أن سبب نزول قوله الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله...} الآية هو ما وقع من أبي بكر وعمر.
Página 365