139

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Géneros

وأما العقل المشوب بالوهم والواقع في تقلييد التقليد وورطه..... إلى الأسلاف والآباء وليس بأصل للنقل، ولا النقل فرعا عليه، بل لا نسلم أنه عقل وإنما هو وهم محض، وبهذا يظهر لك أن قول المعترض: إنما يترتب على خلوه من العقل إلى قوله: وأما العقل المشوب بالوهم ...إلخ غير صالح للوقوع بمحاذات كلام المؤلف قدس الله روحه؛ لأن كلامه بصدد العقل الصحيح الموصل إلى معرفة الله تعالى، ولذا قال عن نهج معرفته فالعقل المشوب بالوهم إذا توصل به إلى معرفته تعالى زاغ عن الطريق -أي طريق المعرفة- والذي يظن أنه معرفة فليست معرفة إنما هي جهالة، والموصل إليها ليس عقلا حقيقة، إنما هو وهم، والمعترض وتضليله للعقول والعجب منه، ومن أمثاله من الأشاعرة كيف يقدحون في حكم العقل الصرف تارة ويرضونه تارة فهم في المناقضة يحلونه عاما ويحرمونه عاما، أو هم كالتي نقضت غزلها من بعد قوة إنكاثا، فإنهم رضوا بحكم العقل في العاديات، ورفضوا بما هو أقوى منها، وهو التحسين والتقبيح، ولما علموا أنها مكاثرة منهم زادوا في الحسن والقبح ما لم يقله خصومهم وهو الثواب والعقاب آجلا له، إنهم إن يقولوا بأن العقل لا يدرك الثواب والعقاب آجلا باستغلاله، بل لأنه من الشرع، فإذا جاءوا إلى النزاع في أفعال الله تعالى وما الذي يجوز عليه ويحسن منه تعالى.

قالوا: أن القول بأن يحسن ويجوز شيء دون شيء.

Página 159