9

إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك

إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك

Editorial

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

الدنيا إلا محض الجهل والضلال وتكذيب أصدق الصادقين وتعجيز رب العالمين؟ وذلك غاية الجهل والظلم. وإذا كان أحدنا يمكنه توسعة القبر عشرة أذرع ومائة ذراع وأكثر طولًا وعرضًا وعمقًا ويستر توسيعه عن الناس ويُطلع عليه من يشاء، فكيف يعجز رب العالمين أن يوسعه ما يشاء على من يشاء ويستر ذلك عن أعين بني آدم، فيراه بنو آدم ضيقًا وهو أوسع شيء وأطيبه ريحًا وأعظمه إضاءة ونورًا وهم لا يرون ذلك. وسر المسألة أن هذه السعة والضيق والإضاءة والخضرة والنار ليس من جنس المعهود في هذا العالَم. فلو كان الميت بين الناس موضوعًا لم يممتنع أن يأتيه الملكان ويسألانه من غير أن يشعر الحاضرون بذلك ويجيبهما من غير أن يسمعوا كلامه ويضربانه من غير أن يشاهد الحاضرون ضربه. وهذا الواحد منا ينام إلى جنب صاحبه فيُعذب في النوم ويُضرب ويألَم وليس عند المستيقظ خبر من ذلك البتة. وقد سرى أثر الضرب والألم إلى جسده. ومن أعظم الجهل استبعاد شق الملك الأرض والحجر وقد جعلهما الله سبحانه كالهواء للطير، ولا يلزم من حجبهما للأجسام الكثيفة أن تتولّج حُجُبها الأرواح اللطيفة وهل هذا إلا من أفسد القياس!!، وبهذا وأمثاله كُذِّبَت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. انتهى.

1 / 10