الكفر وربما أراد أنه ترك سنة رسول الله (ص) في أخذ الخلافة عنوة وفي التوغل في البغي وطلب شئ لا حق له فيه انتهى وأقول إن السنة قد جاء بمعنى الطريقة كما في قولهم أهل السنة وبمعنى النافلة المرادفة للمستحب ولا وجه لحملها ههنا على الثاني لأن ترك النافلة مما يشترك فيه جمهور الناس إلا من وفقه الله تعالى من الأنبياء والأولياء وسوق الحديث هو الحكم بندور ومن يموت على غير ذلك والتعجب منه فتعين أن يكون المراد منه الطريقة ولا شك أن من مات على غير طريقة النبي (ص) يكون كافرا وإرادة ترك طريقة مخصوصة بلا قرينة مخصصة للعموم تحكم محض فقوله (ص) يموت على غير سنتي نظير قوله يموت ميتة جاهلية ولا يفهم عن شئ منهما في عرف أهل اللسان إلا الموت على الكفر والتأويل بارد قال المصنف رفع الله درجته ومنها أن النبي (ص) كان ذات يوم يخطب فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة فقال رسول الله (ص) لعن الله القائد والمقود أي يوم يكون لهذه الأمة من معاوية ذي الإساءة انتهى وقال الناصب خفضه الله أقول لا شك أن يزيد بن معاوية لم يكن في زمن النبي (ص) وأنه تولد بعد عمه يزيد بن أبي سفيان وهو مات في طاعون عمواس زمن عمر بن الخطاب فالله أعلم بحقيقة هذا الخبر انتهى وأقول الظاهر مما اشتهر من من أن مباغضته يزيد عليه اللعنة مع الحسين عليه السلام لأجل امرأة كان يريد أن يتزوجها يزيد فسبقه الحسين (ع) أنه على اللعنة كان من أقرانه (ع) ثم تسمية اللعين في زمان عمه باسمه غير مستبعد فإن بعض الناس يسمي ولده في زمان حياته باسمه وربما كان لبعض الآس اليأس عن الولد فيرغب في وضع اسمه على بعض من أولاد إخوانه إبقاء لذكره بينهم فيلتمس عن أحدهم ذلك في أيام حياته وحيث لم نسمع من يزيد بن أبي سفيان وجود عقب يحتمل أن يكون تسمية ابن أخيه في حياته باسمه من هذا القبيل ولو سلم بعد ذلك كله فهذه الرواية مذكورة في كتاب ربيع الأبرار للزمخشري ويكفي ذكره فيه وفي أمثاله لاحتجاج المصنف كما مر مرارا وإن لم يكن معتقد لصحته ثم أقول لو ثبت أن يزيد بن معاوية عليه اللعنة لم يولد في زمان النبي (ص) فيمكن أن يوجه ذلك بأن لفظ ابنه غلط من الناسخ وإنما كان لخيه فبدله بابنه لاشتهار يزيد الابن دون يزيد الأخ عند الناس والله تعالى أعلم قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه سب أمير المؤمنين (ع) مع الآيات التي نزلت في تعظيمه وأمر الله تعالى النبي (ص) بالاستعانة به على الدعاء يوم المباهلة ومواخاة النبي (ص) واستمر سبه ثمانين سنة إلى أن قطعه عمر بن عبد العزيز وفيه قال ابن سنان الخفاجي (ره) شعرا قال شعرا على المنابر تعلنون بسبه وبسيفه نصبت لكم أعوادها انتهى وقال الناصب خفضه الله أقول أما سب أمير المؤمنين (ع) نعوذ بالله من هذا فلم يثبت عند أرباب الثقة وبالغ العلماء في إنكار وقوعه حتى أن الغاربة وضعوا كتبا ورسايل وبالغوا فيه كمال المبالغة وأنا أقول شعر من يكن تاركا ولا على عليا لست ادعوه مؤمنا وزكيا كيف بين الأنام يزكر سبا للذي كان للنبي (ص) وصيا ليس قولي لفاعل السب ألا لعن الله من يسب عليا وأقول فيه إن أهل العراق أعلم بما جرى في ديارهم وجوارهم من المغاربة فلا يعارض رواياتهم روايات أهل العراق وما والاها قال المصنف رفع الله درجته ومنا أنه سم مولانا الحسن (ع) وقتل ابنه يزيد مولانا الحسين (ع) ونهب نسائه وهدم الكعبة ونهب المدينة وأخافهم وكسر أبوه ثنية النبي (ص) وأكلت أمه هند كبد حمزة فما أدري كيف العقل الذي قاد من أحاطت به هذه الرذايل إلى متابعته انتهى وقال الناصب خفضه الله أقول من يرضى بمتابعة معاوية ومن يجعله إماما حتى يشنع عليه ابن المطهر وقد ذكرنا أنه من الملوك وليس علينا أن نذب عنه انتهى وأقول قد نقلنا سابقا من كتاب الصواعق لابن حجر إن الراضي بإمامة معاوية ومتابعته هم جمهور أهل السنة وإن إنكار الناصب لإمامته إنما هو لبعض ما ذكرناه من المصالح وقد صرح بذلك الغزالي في الأصل العاشر في بحث الإمامة من كتابه الموسوم المشهور بقواعد العقايد فتدبر قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه نزل في حقه وحق أنسابه والشجرة الملعونة في القرآن انتهى وقال الناصب خفضه الله أقول هذه الآية اختلف في شأن نزولها قال بعضهم نزل في رؤيا رسول الله (ص) وأنه رأى في الرؤيا أن أولاد مروان كان ينزون على منبره ولم يذكر أحد من علماء السنة أنه نزل في معاوية انتهى وأقول المروي في تفسير فخر الدين الرازي إمام أهل السنة وفي تفسير النيشابوري أحد رؤسائهم عن ابن عباس أن الشجرة عمر بن عبد العزيز وقد قرر الناصب في تأويل روايات اثنى عشر خليفة من قريش إن من جملتهم عمر بن عبد العزيز فتأمل قال المصنف رفع الله درجته ومنا إن الحافظ أبا سعيد إسماعيل بن علي الشمان الحنفي ذكر في كتاب مثالب بني أمية والشيخ أبو الفتوح جعفر بن محمد الهمداني في كتابه بهجة المستفيد إن المسافر بن عمرو بن هند وطلب عتبة أبو هند أبا سفيان ووعده بمال كثير وزوجه ابنته هندا فوضعت بعد ثلاثة أشهر معاوية ثم ورد أبو سفيان على عمرو بن هند أمير العرب فسأله مسافر عن حال هند فقال إني تزوجتها فمرض مسافر ومات انتهى وقال الناصب خفضه الله أقول قد قدمنا تفضيل هذه الحكاية على ما ذكره المعتمدين من أرباب التواريخ فطي هذه الحكايات والمثالب لا شك أنه أولى وأنسب بطريق الإسلام انتهى وأقول قد تقرر في الأصول أن الجرح مقدم على التعديل بل وإثبات صحة الاعتماد على من حكى عنهم الناصب دون غيرهم أصعب من خرط القتاد قال المصنف رفع الله درجته ومنها ما رواه صاحب الكتاب الهاوية فيه أن معاوية قتل أربعين ألفا من المهاجرين والأنصار وأولادهم وقد قال النبي (ص) من أعان على قتل أمر مسلم ولو بشطر كلمة لقى الله يوم القيامة مكتوبا على جبهته آيس من رحمة الله وفيه عن ابن مسعود ولكل شئ آفة وآفة هذا الدين بنو أمية والأخبار في ذلك أكثر من يحصى فلينظر العاقل المنصف هل يجوز له أن يجعل مثل هذا الرجل واسطة بينه وبين الله تعالى وأنه يجب طاعته على جميع الخلق وقد نقل الجمهور وأضعاف ما قلناه وقد كان ظلم معاوية معروفا عند كل أحد النساء وروى الجمهور أن أروى بنت الحرث بن عبد المطلب أدخلت على معاوية في خلافته بالشام وهي يومئذ عجوز كبيرة فلما رآها قال مرحبا بك يا خالة قالت كيف أنت يا ابن أخي لقد كفرت النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك بلا بلا كان منك ولا من أبيك بعد أن كفرتم بما جاء به محمد (ص) فأتعس الله منكم الجدود وصغر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى أهله وكانت كلمة الله هي العليا ونبينا هو المنصور على كل من ناواه ولو كره المشركون فكنا أهل البيت أعظم الناس في هذا الدين بلا وعن أهله عناء وقدرا حتى قبض الله تعالى نبيه مغفورا ذنبه مرفوعة
Página 266