El extrañamiento en los juicios de los perros
الاغتراب في أحكام الكلاب
Géneros
وقد روينا في كتاب الزهد للإمام أحمد أن جعفر بن سليمان قال: رأيت مع مالك بن دينار كلبا فقلت: ما تصنع بهذا؟ فقال: يا أبا يحيى هذا خير من جليس السوء.
وذكر الحكيم الترمذي وغيره أن الله لما أهبط آدم إلى الأرض جاء إبليس إلى السباع فأشلاها على آدم لتؤذيه، وكان أشدها عليه الكلب، فجاء جبريل -عليه السلام- وأمره أن يضع يده على رأسه فاطمأن إليه وألفه وصار ممن يحبه ويحرس ولده.
وذكر الدميري أن في مناقب الإمام أحمد أنه بلغه أن رجلا من وراء النهر عنده أحاديث ثلاثة، فرحل إليه الإمام أحمد، فوجد شيخا يطعم كلبا، فسلم عليه، فرد عليه السلام، ثم اشتغل الشيخ بإطعام الكلب، فوجد الإمام أحمد في نفسه إذ أقبل الشيخ على الكلب ولم يقبل عليه، فلما فرغ الشيخ من طعم الكلب التفت إلى الإمام أحمد وقال له: كأنك وجدت في نفسك إذ أقبلت على الكلب ولم أقبل عليك؟ قال: نعم، فقال: حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله منه رجاءه يوم القيامة، فلم يلج الجنة))، وإن أرضنا هذه ليست بأرض كلاب، وقد قصدني هذا الكلب فخفت أن أقطع رجاءه فيقطع الله تعالى رجائي منه يوم القيامة، فقال الإمام أحمد: هذا الحديث يكفيني.
Página 256