ووجب أن يكون من نسل عبد المطلب من بينهم من هو الذي سبق بالإيمان به حق تصفو هذه المنزلة لابن عمه علي بن أبى طالب عليه السلام.
والحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله يدك على هذه القاعدة، وهو قوله: إن الله عز وجل نظر إلى الخلق فاختار العرب من بينهم، واختار قريشا من العرب، واختار عبد المطلب من قريش، واختارنى من عبد المطلب. فلو لم يكن من عبد المطلب غيره من المختارين [10] على قريش لكان في قوله كفاية أن يقول: واختارنى من قريش، لكن لما كان من عبد المطلب من المختارين جماعة اختص نفسه بالاختيار من عبد المطلب، لا من قريش. فقد صح أن جماعة من عبد المطلب كانوا أخيارا، وكانوا أفضل من تيم وعدي وأمية وسائر قبائل قريش. 25 فهذه خصلة قد خص بها أمير المؤمنين علي بن أبى طالب صلوات الله عليه دون غيره من القرشيين.
ولما ثبت بما ذكرناه وجوب كون زوج للرسول في نيل بعض ما ناله من الملكوت لثلا يشارك الخالق فى الفردانية غيره، وأن ذلك هو أمير المؤمنين 28 صلوات الله عليه طلبنا له أدلة تشهد على صدقه، فوجدنا أحد دلائله الطهارة التى هى التخلص من عبادة الأوثان. وذلك أنه لا خلاف بين الأمة أن الثلاثة الذين سبقوا الوصي بالخلافة [102] ظلما، لم يتخلص أحد منهم من
Página 155