ويجري ذلك في الحيوان على أن قوى النفس منبثة في الحيوان. والأعشار على الناطق ويخرج ذلك من الحبوب التي تنبتها الأرض التي بها قوام الحيوان، على أن بشريعة الناطق وبملته قوام الخلق ومصلحتهم. والأخماس على الأساس وأكثرها تجري في المعادن والركاز،13 وهو14 الكنوز، لأن دعوة الأساس مستخرجة من ظواهر التنزيل والشريعة، مكنونة فيهما.
فأما زكاة الفطر فإنها على عدد الرؤوس، تؤخذ من جنس [235] الأعشار إذ ز كاته من الحبوب مأخوذة . وتأويله إضافة الدعوة إلى صاحب الزمان، الحافظ لشريعة الرسول، الجاري على ما رسمه الرئيس فى العالم. فهذا في جملة أصناف الزكاة. 15 فأما تأويل فروعها فإنا نشرح عن بعضها ليكون ذلك دليلا على سائرها. فأقول: لما كان الحس فى جميع الحيوان موجودا بالاشتراك، والمتولد من لطافة الحس الذي يصلح لغذاء الأجساد إنتما هو اللحم المغذي لها. وتناهى صفوة اللحم في الحيوانات الأربعة التي هي: الإبل والبقر والغنم والمعز. وجب أن يكون التأييد المتولد من لطافة العلم الذي يصلح لغذاء الأرواح إنما هو بالفوائد الدينية. وينتهى صفوته فى البشر إلى حملته، وهم الناطق والأساس والمتمون واللواحق.
فأضيف الإبل وصدقتها إلى الناطق إذ الإبل أقواهم وأقدرهم على حمل
Página 251