تحليله وحرموا عليهم فيها ما وجب تحريمه، وأضافوا ذلك إلى الله تعالى ذكره، فقال عز ذكره : من يطع الرسول فقد أطاع آلله،33 وقال: [146] إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله. 34 فهذه الأسباب الروحانية النفسانية.
فأما الأسباب الجسمانية الطبيعية، فإن الناس متفقون على أن الله تعالى ذكره مدبر هذا العالم، ومخرج مواليده ومحييهم ومميتهم. ثم إذا نظرت فى أسباب العالم نظرا مستقصى وجدت أركان العالم والمواليد المتولدة منها مربوطة كلها بتأثيرات35 الأجرام العلوية. وأفعال الأجرام العلوية ظاهرة فيها. أولها الليل والنهار اللذان أضافهما الله تعالى ذكره إلى نفسه في قوله: وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد ان يذكر أو أراد شكورا.36 ولا خلاف أن يكون النهار بدؤه من وقت طلوع الشمس على بسيط 37 الأرض إلى وقت غروبها، وظهور الليل من وقت غياب الشمس عن بسيط الأرض إلى وقت طلوعها. ولهذا السبب يقصر الليل والنهار ويطولان [147] لمكنث الشمس، لكن لما كانت الشمس قد ربطها الله وركزها فى الفلك لمصلحة عبيده نسب ما يظهر من أفعالها إلى الله . وهكذا اسخانها الأرض لتكون38 النبات ونشو[ء] الحيوان شيء غير مدفوع ولا مجحود، وكله منسوب إلى الله39 لأن40 الله فاعله ومدبره
Página 188