231

إلى الاسلام، والجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، والعلم بالدين، والانفاق في سبيل الله جل اسمه، والزهد في الدنيا. أما السبق إلى الاسلام: فقد تقدم أمير المؤمنين عليه السلام أبا بكر باتفاق العلماء وإجماع الفقهاء (1)، وإن كان بعض أعدائه يزعم أنه لم يكن على يقين، وإنما كان منه لصغر سنه على جهة التعليم، وقد تقدمه أيضا بعد أمير المؤمنين عليه السلام زيد وجعفر وخباب رضى الله عنهم وغيرهم من المهاجرين، وجاء بذلك الثبت في الحديث. فروى سالم بن أبي الجعد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنه قال لابيه سعد: كان أبو بكر أولكم إسلاما ؟ قال: لا، قد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلا (2). فأما عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، فإنه لا يشتبه على أحد من أهل العلم أنهما ينزلان عن مرتبة التقدم على السابقين، وأنهما لم يكونا من الاولين في الاسلام، وقد تقدمهما جماعة من المسلمين.

---

(1) في أ: الامة بدل (الفقهاء). قال الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث: 22: لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولهم إسلاما. وحديث أن عليا عليه السلام أولهم إسلاما مروي في مصادر معتبرة كثيرة وبطرق ومتون شتى. فرواه الترمذي في صحيحه 5: 640 / 3728، والحاكم في مستدركه على الصحيحين 3: 136، 183، 465، وأبو نعيم في حلية الاولياء 1: 65، 66، والخطيب في تاريخ بغداد 2: 18 و4: 233. (2) تاريخ الطبري 2: 215، الاعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه السلام: 409.

--- [ 233 ]

Página 232