210

فصل على أنه لو كان لابي بكر إنفاق على ما تدعيه الجهال، لوجب أن يكون له وجه معورف، وكان يكون ذلك لوجه ظاهر مشهور، كما اشتهرت صدقة أمير المؤمنيين عليه السؤم بخاتمه، وهو في الركوع حتى علم به الخاص، والعام، وشاعت نفقته بالليل والنهار والسر والاعلان، ونزول بها محكم القرآن، ولم تخف صدقته التي قدمها بين يدي نجواه، حتى أجمعت عليها أمة الاسلام، وجاء بها صريح القول في البيان، واستفاض إطعام المسكين (1) واليتيم والاسير، وورد الخبر به مفصلا في { هل أتى على الانسان } (2). فكان أقل ما يجب في ذلك أن يكون كشهرة نفقة عثمان بن عفان في جيش العسرة، حتى لم يختلف في ذلك من أهل العمل اثنان (3)، ولما خالف الخبر في إنفاق أبي بكر ما ذكرناه، وكان مقصورا على ابنته خاصة، ويكفي في ما شرحناه، ومضافا إلى من في طريقه من أمثال الشعبي وأشباهه المعروفين بالعصبية لابي بكر وعمر وعثمان، والتقرب إلى بني أمية بالكذب والتخرص والبهتان، مما يدل على فساده بلا ارتياب. (1) (حتى أجمعئت.. المسكين) ليس في ح، وفي ب: وصدقته حين اجمع المسكين. (2) سورة الانسان 76: 1. (3) (فكان أقل.. اثنان) ليس في ب، ح، م.

--- [ 212 ]

Página 211