من أفراد البخاري
- ٤٥ -
الحديث الأول:
[عن سالم عن ابن عمر قال: ما سمعت عمر يقول لشيء قط. إني لأظنه كذا كان كما يظن؛ بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، أو: إن هذا على دينه في الجاهلية، أو: لقد كان كاهنهم، علي بالرجل، فدعى له، فقال له عمر: لقد أخطأ ظني، أو: إنك على دينك في الجاهلية، أو: لقد كنت كاهنهم، فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم، فقال: إني أعزم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنت كاهنهم في الجاهلية، قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال: بينما أنا يومًا في السوق، جاءتني أعرف فيها الفزع، قالت:
ألم تر الجن وإبلاسها .... ويأسها من بعد إنكاسها
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها؟
قال عمر: صدق، بينما أنا نائم عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله؛ فوثب القوم. قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، ورجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فقمت، فما نشبنا أن قيل: هذا نبي].