La gestión islámica en la gloria de los árabes

Muhammad Kurd Ali d. 1372 AH
83

La gestión islámica en la gloria de los árabes

الإدارة الإسلامية في عز العرب

Géneros

لا يدخل بيت ماله مال حتى يشهد أربعون قسامة

127

أنه أخذ من حقه وأعطي لكل ذي حق حقه. وهو من أحزم بني أمية ومن أعقلهم، يفضل على العلماء والفقهاء كثيرا.

وتولى يزيد بن الوليد الخلافة فنقص الناس من عطائهم، وكان أشد ضنانة بالمال من هشام، فسمى يزيد الناقص، فاضطربت عليه البلدان، وكان الخليفة من بني أمية إذا مات وقام آخر زاد في أرزاقهم وعطاياهم عشرة دراهم فيقولون: «عير بعير

128

وزيادة عشرة.» أي رجل برجل وزيادة عشرة. فسار هذا القول مسير الأمثال عند أهل الشام. وكان يزيد يهتم باللهو واللذة والركوب للصيد وشرب النبيذ ومنادمة الفساق، وأفسد على نفسه بني عميه ولد هشام وولد الوليد ابني عبد الملك بن مروان. وأفسد على نفسه اليمانية وهم أعظم جند الشام، ولعل هذه الغلطات الإدارية جسمت ما اتهم به، فكانت حجة للخواص عند العوام حتى أوردوه موارد الهلكة. وقال خالد بن يزيد: يا أمير المؤمنين، قتلت ابن عمك لإقامة كتاب الله تعالى وعمالك يغشمون ويظلمون. قال: لا أجد أعوانا غيرهم وإني لأبغضهم. قال: يا أمير المؤمنين ول أهل البيوتات، وضم إلى كل عامل رجلا من أهل الخير والعفة، يأخذونهم بما في عهدك. قال: أفعل.

وأمر الوليد بن يزيد بعض رجاله بتعذيب بعض العمال؛ لأنه كان رفع إليه أنهم أخذوا مالا كثيرا

129

ولما قتل الوليد (126) كان في بيت المال سبعة وسبعون ألف ألف دينار ففرقها يزيد عن آخرها، وتعهد للناس أن لا يضع حجرا فوق حجر، ولا لبنة على لبنة، ولا يكري نهرا، ولا يكنز مالا، ولا ينقل مالا من بلد إلى بلد حتى يسد ثغره وخصاصة أهله بما يغنيهم، فما فضل منه نقله إلى البلد الآخر الذي يليه، ولا يغلق بابه دونهم، ولهم أعطياتهم في كل سنة وأرزاقهم كل شهر حتى يكون أقصاهم كأدناهم.

أما مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية: فقد كان شيخ بني أمية وكبيرهم

Página desconocida