La gestión islámica en la gloria de los árabes
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Géneros
لأمر الله، ولم يشتهرا بهذين اللقبين كثيرا.
74
وأوصى عبد الملك أولاده أن يعطف الكبير منهم على الصغير، وأن يعرف الصغير حق الكبير، وحذرهم البغي والتحاسد، وأوصاهم بأخيهم مسلمة وأن يصدروا عن رأيه، وأن يكرموا الحجاج فإنه هو الذي وطأ لهم هذا الأمر. أوصى به ولطالما تبرم من أعماله في حياته. والحجاج وزياد وعتبة بن أبي سفيان وخالد القسري الذي تولى العراق زمنا طويلا، وقتيبة بن مسلم أمير خراسان وفاتح خوارزم وسمرقند وبخارى الذي دخل إلى ملك الصين وضرب عليه الجزية ... وأمثالهم، كانوا في بني أمية «قطب الملك الذي عليه مدار السياسة، ومعادن التدبير وينابيع البلاغة وجوامع البيان، هم راضوا الصعاب حتى لانت مقاودها، وخزموا الأنوف حتى سكنت شواردها، ومارسوا الأمور، وجربوا الدهور، فاحتملوا أعباءها، واستفتحوا مغالقها حتى استقرت قواعد الملك، وانتظمت قلائد الحكم، ونفذت عزائم السلطان.»
75
إدارة الوليد وسليمان
وتولى الوليد بن عبد الملك الخلافة فسار على سيرة أبيه، وراعى إخوته، وحث أولاده على اصطناع المعروف، وكان غرامه بعمران البلاد وإقامة المصانع والجوامع واعتقاد
76
الضياع؛ فقلده رعاياه في ذلك، فكان الناس في أيامه يخوضون في رصف الأبنية، ويحرصون على التشييد والتأسيس، ويولعون بالضياع والعمارات
77
لوفرة الثروة في أيدي الناس. وقد كتب أحد عمال الوليد بن عبد الملك أن بيوت الأموال قد ضاقت من مال الخمس فكتب إليهم أن يبنوا المساجد. وأجرى الوليد على القراء وقوام المساجد الأرزاق، وكذلك على العميان وأصحاب العاهات والمجذمين، وأخدم كل واحد منهم خادما، وكان يهب أكياس الدراهم تفرق في الصالحين، وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسوة، وزاد الناس جميعا في العطاء عشرة عشرة، وذلك للشاميين خاصة، وزاد أهل بيته في جوائزهم الضعف. وفي مئات الألوف من الدنانير التي أنفقها على إقامة الجوامع والمصانع، وما كان في خزائنه من الأموال التي تكفي الدولة خمس عشرة سنة مقنع لمن أراد أن يتصور الأموال التي احتجنها هو ومن قبله من الخلفاء استعدادا للطوارئ.
Página desconocida