La gestión islámica en la gloria de los árabes
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Géneros
وهذا خلا نوائب الرعية، وهو ما يضربه عليهم الإمام من الحوائج كإصلاح القناطر والطرق وغير ذلك مما فيه عمارة بلادهم.
وفي أيامه نقلت دواوين مصر والشام والعراق من القبطية والرومية والفارسية إلى العربية فكان ذلك من أهم الأسس التي أقيمت في بناء القومية العربية في الممالك الإسلامية كافة، وقطع به آخر مظهر من مظاهر الأعاجم، فأصبحت البلاد عربية بأوضاعها سائرة إلى التعرب بسكانها. وكان كاتب الرسائل سليمان بن سعد الخشني من أهل الأردن أول مسلم ولي الدواوين كلها، وكان يتولاها القبط والروم والعجم، وكان بالبصرة والكوفة
62
ديوانان لإعطاء الجند والمقاتلة والذرية بكتاب العربية، وديوانان بالفارسية، وبالشام ديوان بالعربية لمثل ذلك، وديوان بالرومية، فحول ديوان العراق إلى العربية أبو الوليد صالح بن عبد الرحمن البصري، قدمه لذلك الحجاج فكان كتاب العراقين كلهم غلمانه وتلاميذه
63
ونقل ديوان مصر من القبطية إلى العربية عبد الله بن عبد الملك بن مروان أمير مصر في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة سبع وثمانين ونسخها بالعربية، وجعل على الديوان ابن يربوع الفزاري من أهل حمص، وتأخرت بعض البلاد في هذا التغيير من رسم الإدارة؛ فإن أول من كتب بالعربية في ديوان أصبهان سعد بن إياس كاتب عاصم بن يونس عامل أبي مسلم صاحب الدعوة، وهو أول من أخذ الناس بتعلم القرآن من أهل أصبهان، يقال إنه استقرأ المسلمين بها فلم يجد إلا ثمانين رجلا لم يكن فيهم من يحفظ القرآن إلا ثلاثة، فلم يحل الحول حتى تعلم الناس القرآن وحفظوه.
وعبد الملك أول من كتب على الدينار «قل هو الله أحد» وذكر النبي في الطوامير،
64
وكانت الدنانير رومية تدخل من بلاد الروم، والدراهم كسروية وحميرية
65
Página desconocida