[chapter 25] ٢٥ — باب آخر
كل جوهر قائم بذاته فهو غير واقع تحت الفساد. فإن قال قائل: قد يمكن أن يكون الجوهر القائم بذاته واقعا تحت الفساد — قلنا: إن كان يمكن أن يكون الجوهر القائم بذاته واقعا تحت الفساد، أمكن أن يفارق ذاته فيكون ثابتا قائما بذاته دون ذاته؛ وهذا محال غير ممكن؛ لأنه لما كان واحدا مبسوطا غير مركب كان هو العلة والمعلول معا. وكل واقع تحت الفساد فإنما فساده من أجل مفارقته علته. وأما ما دام الشىء متعلقا بعلته الماسكة الحافظة 〈له، فإنه〉 لا يتبدد ولا يفسد. فإن كان هذا هكذا، كان الجوهر القائم بذاته لا يفارق علته أبدا لأنه غير مفارق لذاته من أجل أن علته نفسه فى تصويره. وإنما صار علة نفسه من أجل نظره إلى علته. وذلك النظر هو تصويره. فلما كان دائم النظر إلى علته، وكان هو علة ذلك النظر، 〈و〉كان علة نفسه أيضا بالجهة التى ذكرنا فإنه لا يبيد ولا يفسد، لأنه العلة والمعلول معا كما ذكرنا أيضا.
فقد بان ووضح أن كل جوهر قائم بذاته لا يبيد ولا يفسد.
Página 26