95

ويدل على ما ذهبنا إليه من السنة: ما روي بالإسناد الموثوق به إلى جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(إنكم لن تروا الله في الدنيا ولا في الآخرة) وروي عن عائشة أنها سئلت هل رأى محمد ربه؟ فقالت: يا هذا لقد قف شعري مما قلت، ثلاثا من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله عز وجل إلى غير ذلك. احتجت الأشعرية وضرار بقوله تعالى {وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظره}(القيامة:22،23) والمراد بالأول مشرقة من النضارة وهي الحسن وبالثانية رائية. وقوله تعالى{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}(يونس:26) والزيادة هي الرؤية على ما جاء في بعض الأحاديث. وقوله تعالى{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}(المطففين:15) والمراد بها الكفار فمفهومها أن المؤمنين غير محجوبين وهو معنى الرؤية، وفي الحديث(سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر) وفي بعض الأخبار(لا تضامون في رؤيته) بتشديد الميم وتخفيفها قالوا وهذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول.

Página 112