Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Géneros
والدليل على ذلك وهو القول بإمامته عليه السلام ما قدمنا من الحديث المقطوع بصحته وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم:(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا...الحديث،) وما دل على إمامة الحسن عليه السلام مما ذكرناه أولا دل على إمامة الحسين عليه السلام وقد صرحنا بذلك فيما سلف، فثبت بذلك المذكور من الأدلة القطعية إمامتهما عليهما السلام على النحو المذكور وبطل ما قاله المخالفون. وإذا ثبتت إمامتهما عليهما السلام بما قدمنا قطعنا بفسق من حاربهما والمحارب لهما معاوية ويزيد وقد تقدم حكم معاوية، وأما يزيد فهو فاسق بلا شبهة لخروجه على إمام الحق ومحاربته له، وقد روي بالسند الصحيح إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام قال:(أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم) وفي رواية أخري :(أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم) مخاطبا بذلك عليا عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقيل: إن يزيدا كافر لأنه لما جيء إليه برأس الحسين عليه السلام دعا بقضيب خيزران وجعل ينكث ثنايا الحسين عليه السلام، فقال أبو بردة الأسلمي: أتنكث ثغر الحسين أشهد أني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل ثناياه وثنايا الحسن أخيه ويقول:(أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما وأعد له نار جهنم وساءت مصيرا)، أما أنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وشفيعك بن زياد ويجيء هذا وشفيعه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فغضب يزيد لما ذكر أبو بردة وأمر بإخراجه وسجنه وأقبل ينكث ثنايا الحسين وهو يقول:- ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
Página 302