184

وقد خالفت المرجئة في هذا الأصل فقالوا ببطلان التكفير والإحباط وصحة استحقاق الثواب والعقاب في وقت واحد، فمنهم من قال أنه يفعل بصاحب الذنب ما يستحقه من العقاب ثم ينقطع ويفعل به ما يستحقه من الثواب ويدوم ولا ينقطع، ومنهم من قال إن الله يوفي أقلها في الدنيا ثوابا كان أو عقابا ويفعل الآخر في الآخرة ويدوم، ومنهم من أطلق صحة اجتماعهما وقولهم باطل لأن الثواب دائم والعقاب دائم وهما متنافيان فاستحال إجتماعهما إذ يستحيل كون الواحد معظما مستخفا به في حالة واحدة في وقت واحد من فاعل واحد فيتساقطا وهو معنى التكفير والإحباط، وأما إذا فعل المكلف طاعات ثم فعل معصية أحبطت ثوابه ثم تاب بعد إنحباط ثوابه على الطاعات السابقة فهل يعود أو لا؟ ففي ذلك ثلاثة أقوال.

الأول:لا يعود ثوابه مطلقا إذ بعقاب تلك الكبيرة صار ذلك الثواب كالمعدوم لسقوطه بالموازنة فلا سبيل إلى عوده، وهذا مذهب أبي هاشم وجمهور البصرية وبنى عليه إمام زماننا أيده الله تعالى.

الثاني: يعود مطلقا وهو مذهب بشر بن المعتمر وأبي القاسم والبخاري من البهشمية.

Página 220