... ومن أجل ذلك أيضا فقد ألحق بالقراء العشرة اختيار أبي عبيد واختيار أبي حاتم دعاه الى ذلك ما وجده من حسن هذين الوجهين فقراءة أبي عبيد عنده " قراءة أكثرها من الامة أهلا واعربها في كلام العرب لغة،وأصحها في تأويل معنى ... واجتمع على ذلك الاختيار كثير من العوام في كثير من أمصار المسلمين "(2) ، وأما اختيار أبي حاتم فقد كان -كما يقول - " اختيارا حسنا اتبع منه الأثر والنظر ، وما صح عنده في الخبر عن النبي - صلى الله عليه -وعن أصحابه والتابعين - رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين"(3) .
(1) الإيضاح 77ظ.
(2) ينظر : المصدر نفسه 92و.
(3) ينظر : المصدر نفسه 92ظ.
الأصوات :
وقف الأندرابي كثيرا عند الأصوات اللغوية وكان هدفه من ذلك أن يعرف القارئ حق كل حرف عند النطق به ، فلا يلحن في قراءة القرآن ، وقد درس الأصوات في حالتي الإفراد والتركيب .
... ففي حالة الإفراد ذكر الأندرابي مخارج الحروف بادئا بتعريفها ثم تقسيمها متابعا في ذلك ما عليه جمهور العلماء من كونها ستة عشر مخرجا ناقلا في ذلك أقوال العلماء في ذلك ، شارحا مواضع مخارج الحروف (1) .
... ثم وقف عند صفات هذه الحروف من الجهر والهمس والشدة ، والرخاوة ، والإطباق ، والانفتاح ، والاستعلاء ، والصفير ، والمد واللين ، والغنة ، والتفشي ، والقلقلة ، والاستطالة ، والتكرار والانحراف (2) ، ثم شرح كل مصطلح من هذه المصطلحات وصنف الحروف عليها ، وقد كانت له مصطلحات متميزة وتعليلات مفيدة كتسمية حروف المد حروفا ذائبة إذ قال : (( والحروف الذائبة ثلاثة : الياء المكسور ما قبلها ، والواو المضموم ما قبله ، والألف ولا يجيء مفتوحا ما قبله ، وهذه الحروف حروف مد اللين ، سميت بذلك لأنها تذوب وتلين وتمتد ، وماعداها جامد ، لأنه لا يلين ولا يذوب ولا يمتد)).
Página 313