وما يتعلق بدراسة الأندرابي للمصحف وقوفه عند المصطلحات المتعلقة به كالكتاب والقران والسورة والآية والكلمة والحرف ، مستعينا في ذلك بالمعاني اللغوية لكل اصطلاح(1) ، ووقف أيضا على تفسير اصطلاحات سميت بها مجاميع من السور كالطول والمئين والطواسين والحواميم والمسبحات وغير ذلك ذاكرا ما جاء فيها من الأحاديث والأثر (2) .وتميز الأندرابي بوقفته المفصلة عند ترتيل السور في مكة أو المدينة فذكر روايات مفصلة في ذلك (3) ، وتوصل من خلال تلك الروايات الى عقد باب في عدد سور القران وعرض ما في ذلك من اختلاف ، وهو الباب الحادي عشر ، ثم عرض في الباب الذي يليه بالاستقصاء إلى الآيات المكيات في السور المدنية والآيات المدنية في السور المكية ، وأردف له بابا في المدني الذي حكمه مكي والمكي الذي له حكم المدني ، وسبب كل واحد من ذلك كقوله : " ومنها قوله - عز وجل - في الحجرات ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) [13] الآية ، نزولها بمكة يوم فتحها ، وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة" (4) ولم يغادر الأندرابي موضوع السور القرانية الشريفة حتى ذكر ما وقع في أسمائها من التنوع والاختلاف ذاكرا سبب ذلك أحيانا(5) ، ويعد إحصاؤه لهذه الأسماء وفق ترتيب السور في القران بابا فريدا من نوعه في علوم القران والقراءات ، فلم أجد من أحصى هذا الموضوع واستقصاه بترتيب السور كما فعل الأندرابي ، ولكن يمكن أن نجد في كتب علوم القران إشارات إلى تسمية بعض السور أو نجد مثل تلك الإشارات في مستهل تفسير السور في كتب التفسير .
(1) ينظر : الايضاح 35و وما بعدها .
(2) ينظر : المصدر نفسه 38و .
(3) ينظر : المصدر نفسه 41ظ.
(4) ينظر : المصدر نفسه 48ظ. وما بعدها
Página 309