كره أن يحضر هذا الشخص المريض المحمول على المحفة المجلس؛ ظنًا منه أن حضوره غير لائق بمجلس يحضره الأعيان.
والعجيب أن كمال الدين ابن الزملكاني ممن سمع من ابن العطار، واستفاد منه، بل إن الصَّفدي حين شرع بذكر بعض تلاميذه بدأ به، فقال: (وسمعه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني بقراءته سنة سبع وتسعين، وابن الفخر، وابن المجد، والمجد الصيرفي، والبرزالي، والمقاتلي) (١).
ورحم الله الإِمام الذهبي حين يعترفُ له بالفضل عليه، منوهًا بذكره في جميع كتبه، فيقول بعد ذكر سيرته ومؤلفاته: (انتفعت به، وأحسن إلي باستجازته لي كبار المشيخة) (٢).
• تدريسه:
لم يتقلد ابنُ العطار منصبًا رسميًا، وإنما تولى التدريسَ في مدارس علمية لنشر العلم بين طلابه، كما سبق أن ذكرته، ومن تلك المدارس:
١ - دار الحديث النُّورية: وهي التي بناها نورُ الدِّين محمود زنكي الملك العادل التركي، قال ابنُ كثير: (في شوال سنة أربع وتسعين وستمئة باشر مشيخة دار الحديث النورية الشيخ علاء الدين ابن العطار عوضًا عن شرف الدين المقدسي) (٣).
٢ - دار الحديث القوصية: نسبة إلى واقفها، ويقال له: القوصي، وهي بالرحبة من الجامع الأموي بدمشق، وتعتبر من مدارس الشافعية،
_________
(١) أعيان العصر (٣/ ٢٤٦).
(٢) المعجم المختص (ص ١٥٧).
(٣) البداية والنهاية (١٣/ ٣٤٠)، وقال أيضًا: (تولى مشيخة النورية من ٦٩٤ هـ إلى هذه السنة مدة ثلاثين سنة) (١٤/ ١١٧).
1 / 39