زاد على ذلك، ولكنهم اختلفوا، فقال فريق منهم الذهبي: (١) داود بن سليمان، وقال آخرون: داود بن سلمان بن سليمان، وعلى رأسهم ابن قاضي شهبة (٢).
والذي أميل إليه، وأرجحه، هو ما ذهب إليه الذهبي؛ لأمور كثيرة، منها: ما عرف عن الذهبي من الدقة، وتقدمه على غيره في معرفة الرجال؛ ولأن للذهبي مزيد اختصاص بابن العطار، فالذهبي تلميذ لابن العطار، وفوق ذلك هو أخوه لأمه من الرضاعة (٣)، ثم إنه عمل معجمًا له في شيوخه، كما سيأتي - إن شاء الله -.
• أسرته:
المصادرُ التي بين أيدينا شحيحةٌ بأخبار أسرته من الوالدين والأقارب، إلا ما ذكره الحافظ ابن حجر من أن أباه كان عطارًا، ويلقب بموفق الدين، وجدّه طبيبًا (٤)، وأشار إلى ذلك النعيمي في ترجمته، حيث قال: (علاء الدين أبو الحسن بن الموفق العطار ابن الطبيب ...) (٥)، وبهذا يظهر أنهم لم يكونوا من أهل العلم، بل ذكر النعيمي أن والده كان يهوديًا (٦)، ولم أر من ذكر ذلك غيره مع كثرتهم، فإن كان الأمر كما ذكر تكون أسرته من الأسر العربية التي تهودت في جزيرة العرب والشام، وبقيت كذلك في ظل الدولة الإِسلامية؛ كما تدل
_________
(١) معجم الشيوخ (ص ٣٥٢).
(٢) طبقات الشافعية (٢/ ٢٧٠).
(٣) الدرر الكامنة (٣/ ٦).
(٤) الدرر الكامنة (٣/ ٥).
(٥) الدارس في تاريخ المدارس (١/ ٦٩).
(٦) المصدر السابق (١/ ٧٠).
1 / 24