332

* قيل لغالب بن عبد الله: أما تخاف على عينيك العمى من طول البكاء؟ فقال: هو لهما شهادة.

* وكان وجه محمد بن واسع، كوجه الثكلى من البكاء.

* مسروق الأجدع: قام تميم الداراني ليلة حتى أصبح، يقرأ آية من كتاب الله، ويبكي?أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون?[الجاثية:21].

* وقال الطبيب، لثابت البناني: إن ضمنت لي ترك ثلاث ضمنت لك برؤ عينيك: إكثار البكاء، وإدمان الصوم، وتطويل السجود. قال ثابت: وأي خير في الحياة بعد هذا؟

* وكان زبيد اليامي يبكي في كل يوم، فقال غلامه: إن كان هذا دأبك

لأوشك أن أقودك أعمى.

* وحكي: أن زيد ابن علي عليه السلام إذا قرأ أو قرئ عليه آية وعيد، بكى حتى يخر مغشيا عليه.

* وقيل لمالك بن دينار: ألا تجيء بقارئ يقرأ عليك؟ قال: إن البكاء لا يحتاج إلى النائحة.

* وكان الضحاك يبكي كل عشية، ويقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي.

* ابن شوذب: سرق مصحف لمالك بن دينار، وكان إذا وعظ أصحابه فرآهم يبكون. قال: كلنا يبكي، فالمصحف من سرقه؟

* وهب بن منبه: فقد زكريا ابنه يحيى عليه السلام، فوجده بعد ثلاثة أيام؛ مضطجعا على قبر يبكي. فقال: يا بني، ما هذا؟

قال: أخبرتني أن جبريل عليه السلام، أخبرك: أن بين الجنة والنار مفازة من نار، لا يطفي حرها إلا الدموع. قال: إبك يا بني.

* مسلمة بن عبد الملك: بكى عمر بن عبد العزيز، وبكت فاطمة، وبكى أهل الدار، لا يدري هؤلاء ما بكاء هؤلاء؟ فلما انجلت عنهم العبرة وانحسرت. قلت: يا أمير المؤمنين لم بكيت؟

قال: ذكرت منصرف القوم بين يدي الله، ?فريق في الجنة وفريق في السعير? [الشورى:7]. ثم صرخ وغشي عليه.

* عبد الله بن عيسى: كان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من الدموع.

Página 364