313

فيقولون: نعم. فيجاء بالموت في صورة كبش أملح فيقام بين الجنة والنار. ويقال: هذا الموت ثم يذبح. ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت، ثم قرأ: ?وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة?[مريم:39]. المراد بذلك ضرب المثل لأن الموت لا يكون على صورة الكبش لأنه عرض، وكيف ينقلب كبشا.

(402) وأخبرني عبد الرحمن بن محمد بن فضالة، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مكحول، أخبرنا محمد بن صالح التميمي، حدثنا قتيبة ابن سعيد، عن ابن لهيعة، عن دراج. قال: سمعت عبد الله بن جزء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن في النار لحيات مثل أعناق البخت ، تلسع أحدهم اللسعة يجد حموتها أربعين خريفا، وإن في النار لعقارب أمثال البغال تلسع أحدهم يجد حموتها أربعين خريفا )). يريد بحموتها حرها.

* أوحى الله إلى المسيح عليه السلام: ياعيسى، كم نفس صحيح، ووجه صبيح، ولسان فصيح غدا بين أطباق النيران يصيح.

* مصنفه: عجبا لابن آدم يتقي من البرد بالدفئ، ومن الشمس إلى الظل والفئ شفقة على نفسه، ولا يشفق عليها وهو يعرضها لنار جهنم كل يوم بمعصية الله تعالى.

* لبعضهم: لو أزيل أصبع من أصابعك بمائة ألف ما وقعت وتقول نفسي أكرم، ولعلك تعرضها كل يوم على جهنم مرات بالموبقات.

* مصنفه: تتكلف أخطار التلف صيانة عن ضر وذلة ربما لم تكن، وتغفل عن أعظم الأخطار فلا تصونها لشهوة بهيمية منقطعة عن يسير.

* يحيى بن معاذ: لا أدري أي المصيبتين أعظم؟ فوت الجنان أم دخول النيران؟ ذكر الجنة موت، وذكر النار موت فيا عجبا!! لنفس تحيا بين موتين، أما الجنة فلا صبر عنها، وأما النار فلا صبر عليها، وعلى كل حال فوات النعيم ، آنس من مقاساة الجحيم.

Página 345