Ictibar
الإعتبار وسلوة العارفين
Géneros
* مصنفه: المختلط بهم بين أمرين: إما فوات الآجلة لإيثار رضاهم، وإما فوات العاجلة لرفض إرضاءهم، فإن خالفتهم فضحوك، وإن ساعدتهم فضحك الله عز وجل، فالإجتزاء باليسير مع الطمأنينة والهدوء وسلامة الدين خير من الكثير مع الوجل والخطر في الأولى والعقبى، وكم من مخدوم منهم أحق بأن يكون خادما، وخادم لهم أحق بأن يكون مخدوما، لاحصائه قلائد غبطة الخصال، وفضيلة الخلال، وفنون الآداب، وتخصيصه بالإطلاع على موارد العقبى في الدنيا والآخرة.
* ولبعضهم:
خدمت من لو ساعدت أيامي .... وأنصفت لكان من خدامي
أستغفر الله من عبادتهم .... فإنها من عظيم آثامي
وأين صيانة علمك ودينك مستهان بذلة الأطماع وضعة التواضع لمن لا يعرف حقهما؟ ويرى فضيلة ما فيه، فاشتر الطمع بعزة القناعة، وجميل الكفاف، فإنما الحياة وحي لحاظ عن سريع تختطف، ولمعان برق عن قريب يفتقد.
* وعن الفضيل: لو أن رجلا لا يخالط هؤلاء، ولا يزيد على الفرائض، لكان أفضل من رجل مخالط لهؤلاء، ويصوم النهار، ويقوم الليل، ويجاهد ويحج. يعني: السلطان.
* وعنه أيضا: ما عمل أرجى مني من بغض هؤلاء، ولأن يدنو الرجل إلى جيفة منتنة خير له من أن يدنوا من هؤلاء.
* مصنفه: هذا والزمان ذلك الزمان، وهم يتموهون بالخلفاء، وأهل التأويل، فكيف أنت بالفجرة الجهرة، والسفهاء الذين أتخذوا دين الله لعبا، ومال الله دولا، وعباد الله خولا، أطبقت بالذم ألسنة الملحدة والموحدة على مخازيهم وسوء آثارهم.
* وروي، عن الضحاك بن مزاحم: إني أتقلب الليل كله على فراشي ألتمس كلمة أرضي بها سلطاني، ولا أسخط بها خالقي فما أقدر عليها.
* فضيل بن عياض: ما أقبح بالعالم أن يقال: أين هو؟ فيقال: عند الأمير.
* وروى خالد بن صبيح [الخراساني]، قال: دخلت على أبي يوسف، وهو يبكي.
فقلت: لم تبكي؟ عسى ندمت على ما صنعت؟
Página 145