وسمعت وما رأيت في السباع الببر وما كنت أصدق ذلك. فحدثني الشيخ الإمام حجة الدين أبو هاشم محمد بن محمد بن ظافر ﵀ قالسافرت من المغرب ومعي غلام شيخ كان لوالدي سافر وجرب الأمور، ففرغ الماء الذي كان معنا وعطشنا وليس معنا ثالث، إنما نحن أنا وهو على نجيبين، فصدنا ماء في طريقنا فوجدنا عليه ببر وهو نائم فاعتزلنا عنه. ونزل صاحبي عن جمله وأعطاني زمامه وأخذ سيفه وترسه وقربه معنا وقال لياحتفظ برأس النجيب ومشي إلى الماء. فلما رآه الببر قام ووثب مستقبله حتى تجاوزه، ثم صاح فثارت إليه مجريات له عدوًا لحقوه. وما عارضنا ولا آذانا، فشربنا واسقينا ثم مضينا. هكذا حدثني ﵀ وكان من خيار المسلمين في دينه وعلمه.