157

Anuncio mediante reprensión para quien desdeñó la historia

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ

Investigador

سالم بن غتر بن سالم الظفيري

Editorial

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

جِنَابِ الْحَقِّ ذِي الْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوتِ. وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ دُرَرًا مَنْثُورَةً فِي عَجَاجِ بَحْرِ الْعُمَانِ، غَيْرَ مُنْتَظِمٍ فِي سِلْكِ الْقَوَاعِدِ وَالبَيَانِ، دَعَانِي الْحَدَبُ عَلَى أَهْلِ الْأَرَبِ وَالأَدَبِ إِلَى جَمْعِهِ فِي قَوَانِينِ الضَّبْطِ وَالبَيَانِ، بِقَدْرِ الْوُسْعِ وَالْإِمْكَانِ، وَإِنْ كُنْتُ بِمَرَاحِلَ مِنْ جَانِبِ التَّصَدِّي لِهَذَا الْخَطْبِ الْعَظِيمِ الشَّانِ، وَلَكِنِّي (^١) دَوَّنْتُ هَذَا الْمُخْتَصَرَ فِي عِلْمِ التَّارِيخِ تُحْفَةً مِنِّي إِلَى الْإِخْوَانِ تُحْفَةَ النَّمْلَةِ إِلَى سُلَيْمَانَ". ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ مُسْتَحِقٌّ لِلتَّدْوِينِ أَيَّ اسْتِحْقَاقٍ، يَعْنِي لإِنْتِشَارِ كُتُبِهِ فِي سَائِر الآفَاقِ، وَلِذَا (^٢) دَوَّنَهُ -كَمَا قَالَ- تَدْوِينًا حَسَنًا مَقْبُولًا قَبُولًا بَيِّنًا؛ لِيَكُونَ مَنْقُولًا إِلَى الصُّدُورِ وَالْأَقْوَامِ، بَاقِيًا عَلَى مَمَرِّ (^٣) الأَيَّامِ (^٤) وَالْأَعْوَامِ، مَذْكُورًا بِاللِّسَانِ، مَحْفُوظًا بِالْجَنَانِ، وَتَذْكِرَةً وَتَشْوِيقًا إِلَى الإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ، وَإِتْيَانًا (^٥) بِمُوجَبِ الْقَوْلِ الَّذِي قَدْ شَاعَ وَذَاعَ: كُلُّ خَطٍّ لَيْسَ فِي الْقِرْطَاسِ ضَاعَ … كُلُّ شَيْءٍ (^٦) جَاوَزَ الاثْنَيْنَ شَاعَ فَالتَّارِيخُ مِنَ المُهِمَّاتِ الْعِظَامِ، مَقْبُولٌ عِنْدَ الْأَنَامِ، مُشْتَمِلٌ عَلَى فِكَرٍ وَعِبَرٍ، وَمَنْطَوٍ عَلَى مَصَالِحَ وَمَحَاسِنَ عَلَى وَجْهٍ مُعْتَبَرٍ، وَلَوْلَاهُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْنَا لَا خَبَرٌ وَلَا أَثَرٌ، وَهُوَ غِذَاءُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَشْبَاحِ (^٧)، خِزَانَةُ أَخْبَارِ النَّاسِ وَالرِّجَالِ، مَعْدِنُ

(^١) في ب، ق، ز: ولكن. (^٢) في ب، ق، ز: وكذا. (^٣) في المختصر: مرور. (^٤) في أ: الليالي، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المختصر. (^٥) في أ: إثباتًا، والمثبت من باقي النسخ، ومن: المختصر. (^٦) كذا في جميع النسخ، وفي المختصر: سِرٍّ. (^٧) الشَّبَح، وهو الشخص، سُمِّي بذلك لأن فيه امتدادًا وعُرضًا. انظر: ابن فارس، المقاييس، ص ٥٢٥. فكأن المعنى الأجساد أو الأشخاص حسب السياق. (مادة: شبح).

1 / 158