وَالْمَتِينِ، وَالتِّكرَارَ الْخَالِيَ عَنِ الفَوَائِدِ وَالْفَرَائِدِ الَّتِي يَعْجِزُ عَن جَمْعِهَا أَلْفُ رَائِدٍ، اسْتَخَرْتُ اللهَ … " إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ (^١).
وَقَالَ الْمُحْيَوِيُّ أَبُو زَكرِيَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ فِي أَوَّلِ "طَبَقَاتُ الفُقَهَاءِ" (^٢) الَّتِي بَيَّضَهَا مِنْ كِتَابِ ابْنِ الصَّلَاحِ، وَهِيَ عَلَى الْحُرُوفِ:
"إِنَّ مَعْرِفَةَ الْإِنْسَانِ بِأَحْوَالِ الْعُلَمَاءِ رِفْعَةٌ وَزينٌ، وَإِنَّ جَهْلَ طَلَبَةِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ بِهِمْ لَوَصْمَةٌ وَشَيْنٌ، وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْأَيْقَاظُ أَنَّ الْعِلْمَ بِذَلِكَ جَمُّ الْمَصَالِحِ وَالْمَرَاشِدِ، وَأَنَّ الْجَهْلَ بِهَا إِحْدَى جَوَالِبِ الْمَنَاقِصِ وَالمَفَاسِدِ؛ مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُمْ حَفَظَةَ الدِّينِ الَّذِي هُوَ أُسُّ السَّعَادَةِ البَاقِيَةِ، وَنَقَلَةَ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ الْمِرْقَاةُ إِلَى الرُّتَبِ الْعَالِيةِ، فَكَمَالُ أَحَدِهِمْ (يُكْسِبُ مَؤَدَّاهُ) (^٣) مِنَ الْعِلْمِ كَمَالًا، وَاخْتِلَالُهَا يُورِثُهُ خَلَلًا وَخَبَالًا، وَفِي الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ مَعْرِفَةُ مَنْ هُوَ أَحْقُّ بِالاقْتِدَاءِ وَبِالاقْتِفَاءِ، وَالْجَاهِلُ بِهِمْ مِنْ مُقْتَبِسَةِ الْعِلْمِ مَسْؤُولٌ عَنْ حَالِهِمْ (^٤) عِنْدَ اخْتِلَافِهِمْ مِنَ الغَثِّ وَالسَّمِينِ، غَيْرَ مُمَيَّزٍ بَيْنَ الرَّتَبِ وَالدَّرِينِ (^٥).