315

Iclam Wara

إعلام الورى بأعلام الهدى

Editor

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث

Edición

الأولى

Año de publicación

ربيع الأول 1417

أرادت كيده والله يأبى فجاء النصر من قبل الغراب (1) ومن ذلك: ما رواه عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام من قوله عليه السلام لجويرية بن مسهر وقد عزم على الخروج: (أما إنه سيعرض لك في طريقك الأسد) قال: فما الحيلة له؟ قال:

(تقرئه مني السلام وتخبره أني أعطيتك منه الأمان).

فخرج جويرية، فبينا هو كذلك يسير على دابته إذ أقبل نحوه أسد لا يريد غيره، فقال له جويرية: يا أبا الحارث، إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقرؤك السلام، وانه قد آمنني منك، قال: فولى الليث عنه مطرقا برأسه يهمهم حتى غاب في الأجمة، فهمهم خمسا ثم غاب، ومضى جويرية في حاجته.

فلما انصرف إلى أمير المؤمنين عليه السلام وسلم عليه وقال: كان من الأمر كذا وكذا فقال: (ما قلت لليث وما قال لك؟).

فقال جويرية: قلت له ما أمرتني به وبذلك انصرف عني، وأما ما قال الليث فالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ووصي رسوله أعلم.

قال: (إنه ولى عنك يهمهم، فأحصيت له خمس همهمات ثم انصرف عنك).

قال جويرية: صدقت يا أمير المؤمنين هكذا هو.

فقال عليه السلام: (فإنه قال لك: فاقرأ وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم مني السلام) وعقد بيده خمسا (2).

ولو ذهبنا نجتهد في إيراد أمثال هذه من الآيات والمعجزات لطال به

Página 355