وقال غيره: لونه البياض، واحتج بأنه إذا جمد ابيضَّ (١).
قال البكري (٢): وأما طعم ماء زمزم ساعة يخرج من البئر فيخيل إليكَ أنه ماء شِيب -أي: خُلط- بلبن حار رطب لين ليس فيه مرارة. فإذا برد ربما وجدت فيه قليل مرارة، وكنتُ أفطر عليه وأتبركُ به ورأيت بركته، انتهى.
فإن قلتَ: هل لوجود ذلك فيه من حكمة؟
قلتُ: رأيتُ لبعضهم ما نصه: الحكمة في أن ماء زمزم فيه قليل ملوحة أن مكة شرفها الله تعالى عين الدنيا وزمزم ماؤها، وماء العين يكون فيه ملوحة.
ونظم بعض الفضلاء السؤال عن حكمة ذلك فقال (٣):
_________
(١) إلى هنا منقول من كتاب "ألف باء" لابن الشيخ ٢/ ٣٠٢.
(٢) تقدم ص ١٢ أن القائل لهذا الكلام هو ابن الشيخ في كتابه "ألف باء" ٢/ ٤٦٢.
(٣) أورد هذه الأبيات محمَّد طاهر الكردي في "التاريخ القويم" ٢/ ٥٤٤ نقلًا عن السنجاري في "منائح الكرم" ونسبها للباعوني، وفي ألفاظها بعض اختلاف عما هنا.
وآل الباعوني أسرة علمية دمشقية أصلها من فلسطين، وباعون بلدة قريبة من عجلون في منطقة صَفَد.
والمسؤول هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن ناصر الباعوني المقدسي الدمشقي الشافعي الإِمام الخطيب القاضي، تولى القضاء بمصر والشام، وولي الخطابة ببيت المقدس وجامع بني أمية بدمشق، كان خطيبًا بليغًا له اليد الطولى في النظم والنثر والقيام التام في الحق، عابوا عليه أمورًا وامتحن في القضاء بسبب اعتراضه على السلطان. توفي بدمشق سنة ٨١٦ هـ. "الضوء اللامع" ٢/ ٢٣١. =
1 / 36