La Iluminación sobre las Corrupciones e Ilusiones de la Religión Cristiana y la Exhibición de las Virtudes del Islam

Al-Qurtubi d. 671 AH
87

La Iluminación sobre las Corrupciones e Ilusiones de la Religión Cristiana y la Exhibición de las Virtudes del Islam

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام

Investigador

د. أحمد حجازي السقا

Editorial

دار التراث العربي

Ubicación del editor

القاهرة

وَلَا بُد مَعَ مَا تقدم أَن نطالبهم أَجْمَعِينَ بِصِحَّة الدَّلِيل الَّذِي جعلهم على ذَلِك القَوْل الغث الهجين حَتَّى نتبين تحكماتهم وَتظهر لكل أحد ترهاتهم فَأَقُول لجميعهم مَا الَّذِي حملكم على القَوْل بالإتحاد والتورط فِي الضلال والإلحاد فلتعلم أَنهم قد اخْتلفت مسالكهم فِي ذَلِك فَمنهمْ من قَالَ إِنَّمَا قُلْنَا بذلك تقليدا للإنجيل وحذرا من الْمُخَالفَة والتبديل كَمَا قَالَ هَذَا السَّائِل وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّمَا قُلْنَا بالإتحاد لِأَن عِيسَى ظَهرت عَلَيْهِ أَفعَال لَا تنبغي إِلَّا لإله من إحْيَاء الْمَوْتَى وإبراء الأكمه والأبرص وَخلق الطير من الطين وَهَذِه أَفعَال لَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا إِلَه وَهُوَ قد قدر عَلَيْهَا فَهُوَ إِذن إِلَه وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّمَا صرنا إِلَى ذَلِك لكَون عِيسَى لم يخلق من المَاء الدافق الْكَائِن عَن أبوة وَلَا خرج عَن شَهْوَة آدمية بل خلق الله ناسوته من غير أَب ليَكُون واسطا بَينه وَبَين خلقه وليتخذه لكلمته وَرُبمَا قَالَ بَعضهم ألستم تقرأون فِي كتابكُمْ ﴿إِنَّمَا الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَم رَسُول الله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم وروح مِنْهُ﴾ وَهَذَا عين مَا أنكرتم علينا من الإتحاد فَإِن عِيسَى رَسُول الله وكلمته فناسوته رَسُول الله ولاهوته كلمة الله على مَا أخبر بِهِ كتابكُمْ فَنَقُول لمن قَالَ بذلك تقليدا للإنجيل جوابك قد تبين فِيمَا تقدم إِذْ قد تقدم أَن فهم الإتحاد مِنْهُ بالمسيح بَاطِل وَأَن الصائر إِلَى الإتحاد بعد الْوُقُوف على مَا تقدم معاند جَاهِل وَأما من اسْتدلَّ مِنْهُم على ذَلِك بِمَا ظهر على يَدي الْمَسِيح من خوارق الْعَادَات فَنَقُول لَهُ لأي شَيْء قلت أَنَّهَا تدل على ألوهيته وَلم تقل إِنَّهَا تدل على مَا كَانَ يسْتَدلّ هُوَ بهَا من رسَالَته فَقَالَ رب أعلم أَنَّك تعطينى كل شَيْء وَلَكِن أَقُول من أجل الْجَمَاعَة الواقفة ليؤمنوا بِهِ وليصدقوا أَنَّك أرسلتني فَهُوَ قد اسْتدلَّ بإحياء الْمَوْتَى

1 / 133