La Iluminación sobre las Corrupciones e Ilusiones de la Religión Cristiana y la Exhibición de las Virtudes del Islam

Al-Qurtubi d. 671 AH
58

La Iluminación sobre las Corrupciones e Ilusiones de la Religión Cristiana y la Exhibición de las Virtudes del Islam

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام

Investigador

د. أحمد حجازي السقا

Editorial

دار التراث العربي

Ubicación del editor

القاهرة

ثمَّ قَوْلك لِأَنَّهُ ﵎ لَا تَأْخُذهُ الْأَزْمَان ذكرته موهما أَنَّك تستدل بِهِ على أَنه تَعَالَى عَالم بِجَمِيعِ الْأُمُور مُحِيط بِالْكُلِّ وَلَا يدل ذَلِك على مَا أردته وَإِلَّا فكونه قَابلا للزمان أَو غير قَابل للزمان مَا الْمُنَاسبَة بَينه وَبَين كَونه عَالما بِجَمِيعِ المعلومات أَو بِبَعْضِهَا وَلَا بُد أَن يسْأَل عَن الزَّمَان مَا هُوَ وَهل هُوَ مَوْجُود أَو مَعْدُوم فَإِن كَانَ مَوْجُودا فَهَل هُوَ جَوْهَر أَو عرض وَإِن كَانَ جوهرا أَو عرضا فَهَل هُوَ فِي زمَان أوليس فِي زمَان فَإِن لم يكن فِي زمَان فلتستغن الموجودات كلهَا عَن زمَان وَيلْزم عَلَيْهِ إِثْبَات موجودات لَيْسَ بزمانية غير الْبَارِي تَعَالَى وتقدس وَذَلِكَ محَال على مَا تقرر وَإِن كَانَ فِي زمَان فَهَل ذَلِك الزَّمَان فِي زمَان ويتسلسل فَلَا بُد لَك من علم هَذِه الْمسَائِل إِن أردْت أت تلْحق بالصنف الْعَاقِل وَمن أَرَادَ أَن يعلم فليرحل على الرَّأْس والقدم وَأما قَوْلك وَلَا يعد الْأَشْيَاء بالأعداد فيفهم مِنْهُ أَن المعلومات لَا تَتَعَدَّد عِنْده وَإِذا لم تَتَعَدَّد المعلومات عِنْده لَا تتَمَيَّز جزئياتها وَإِذا كَانَ ذَلِك فَإِنَّمَا يعلم الْأُمُور على وَجه كلي وَهُوَ مَا تَقوله الفلاسفة وَأهل الشَّرَائِع كلهم مطبقون على أَن الله تَعَالَى يعلم جزئيات الْأُمُور وَإِن دقَّتْ على التَّفْصِيل وَمن لم يقل هَذَا يحكم عَلَيْهِ فِي كل مِلَّة بالتكفير والتضليل فَأَنت يَا هَذَا فِي أَكثر كلامك بَين أَمريْن إِمَّا أَن تنكر الضروريات أَو تكفر بالشرعيات فنسأل الله تَعَالَى أَن ينور بصائرنا ويسدد أحوالنا وأمورنا وَأَن لَا يَجْعَل وبالا علينا أَعمالنَا وأقوالنا أَنه سميع الدُّعَاء قريب مُجيب

1 / 103