La Iluminación sobre las Corrupciones e Ilusiones de la Religión Cristiana y la Exhibición de las Virtudes del Islam

Al-Qurtubi d. 671 AH
46

La Iluminación sobre las Corrupciones e Ilusiones de la Religión Cristiana y la Exhibición de las Virtudes del Islam

الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام

Investigador

د. أحمد حجازي السقا

Editorial

دار التراث العربي

Ubicación del editor

القاهرة

الْفَصْل الأول إتحاد الْكَلِمَة فِي حِكَايَة كَلَام هَذَا السَّائِل قَالَ السَّائِل ثمَّ نبدأ بالْقَوْل فِي الإتحاد فَإِن قلت فَإِذا كَانَ التَّثْلِيث عنْدكُمْ أَسمَاء أَفعَال لخواص قَائِمَة والذات وَاحِد لَا يَنْقَسِم وَلَا يَتَبَعَّض فَلم بعضتموه دون الآب وروح الْقُدس وَلم سميتموه أَبَا وروح الْقُدس أعلم أَنَّهَا لما تعارفت القضايا بالأفعال اخْتلفت أسماءها كَمَا قدمنَا فاختلفت قَضِيَّة خلق الخليقة بيد إِلَى الْقُدْرَة وَسميت أَبَا وأضفت قَضِيَّة الموعظة إِلَى الْعلم الْمُتَوَلد كلَاما وسمى ابْنا وانفردت قَضِيَّة الْوَعْظ باللحمة دون غَيرهَا لِأَن الْمَسِيح إِنَّمَا اتخذ فِي الدُّنْيَا للموعظة لَا لخلق الخليقة لِأَن الله لَو اتخذ جسما ليخلق بِهِ الْخلق بيد يُسمى الْجِسْم أَبَا وأضفت اللحمة إِلَى الْأَب وَلكنه إِنَّمَا اتَّخذهُ لموعظة الْخلق والوعظ مُضَاف إِلَى الْعلم الْمُتَوَلد كلَاما فَسمى إبنا فَلذَلِك قَالَ الْإِنْجِيل التحمت الْكَلِمَة وسكنت فِينَا فأفرد الْكَلِمَة بالإلتحام لِأَنَّهَا الواعظة بِالْأَمر والنهى دون الْقُدْرَة والإرادة فَهَذَا أخصر شرح الإتحاد الْجَواب عَن كَلَامه يَا عجبا من بلادة صَاحب هَذَا السُّؤَال كَيفَ لم يحسن إِذْ تثبج عَلَيْهِ الْمقَال وَكثر عَلَيْهِ اللّحن والإختلال حَتَّى أخل بمفهومه وَعدل عَن السُّؤَال فَصَارَ كَلَامه لذَلِك كَأَنَّهُ كَلَام مَجْنُون مخبول إِذا تهذبن وَلم يثبت فِيمَا يَقُول وَذَلِكَ أَنه وجد على نَفسه فِي كَلَامه هَذَا أسئلة انْفَصل بِزَعْمِهِ عَن وَاحِد مِنْهَا وتغافل عَن سائرها جهلا مِنْهُ بورودها وحيدا عَن جوابها

1 / 91