ويتبين من هذا أن ابن الزبير لا يحيل إلا على ذيل ابن خميس ولا ينقل إلا منه، إلا مرة واحدة أحال فيها على ابن عسكر عند ترجمة عمر بن عبد المجيد الرندي، فقال عنه: «روى عنه القاضي أبو عبد الله بن عسكر، وذكره. وكان يثني عليه ويعتمده».وهي إحالة تحتمل أن يكون ابن عسكر قد ذكر شيخه هذا في مصدر آخر غير أعلام مالقة كالفهرسة مثلا. وإلا لماذا كانت هذه الإحالة الفريدة في صلة الصلة، وهو مما يرجح أن ابن الزبير لم يطلع إلا على ذيل ابن خميس وحده، دون الأصل الذي كتبه ابن عسكر. يؤكد هذا ورود مجموعة من التراجم في صلة الصلة (١) دون أن تحمل إشارة إلى ابن عسكر أو عمله ولو بمجرد ذكره ضمن مظان الترجمة فقط. هذا مع العلم بأن لأصحاب هذه التراجم ذكرا حافلا في عمل ابن عسكر. فلو أن ابن الزبير اطلع على تراجم الأصل من أعلام مالقة أو تحصلت بين يديه لنقل منها أو لأحال على ابن عسكر فيها على الأقل، وذلك جريا على العادة في تسمية المظان في ختام الترجمة.
ويتأكد لنا من هذا مرة ثانية، ومن خلال نقول صلة الصلة، أن كلا من عمل ابن عسكر وابن خميس في أعلام مالقة كان مستقلا عن الآخر ومميزا عنه، وليس في الوضعية المختلطة كما انتهى إلينا الموجود من أعلام مالقة.
٣ - أما ابن الخطيب فهو يذكر الأصل والتتميم في طالعة كتاب الإحاطة عند عرضه مصنفات التراجم والتواريخ البلدانية، فقال: «... وتاريخ مالقة لأبي عبد الله بن عسكر، تركه غير متمم، فتممه بعد وفاته ابن أخته أبو بكر بن خميس» (٢).
ثم يذكر نقله من الأصل والتتميم في كتابه الإحاطة عند ترجمة ابن عسكر وعد
_________
= وترجمة عبد الله بن أبي العباس في صلة الصلة: ٧٠ (مرقون) - وهي واردة بنصها أيضا في أعلام مالقة: ٢٢١ ترجمة رقم: ٦٦.
(١) راجع ترجمة عبد الرحمن ابن سالم في: صلة الصلة / ١٢٢ وترجمته واردة في أعلام مالقة: ٢٦٠ ترجمة رقم: ٩٧ وهي من صياغة ابن عسكر بدليل قوله فيها: «... هو أخو شيخنا الفقيه الراوية المحدّث أبي عمرو ابن سالم.». وراجع ترجمة: عبد الله بن عبد العظيم الزهري في: صلة الصلة: / ٨٤ وترد ترجمته في أعلام مالقة: ٢٤٢ ترجمة رقم: ٧٩ وهي من صياغة ابن عسكر حيث يذكر أخذه عنه وقراءته عليه. ويذكر ضمن شيوخه في ترجمته. راجع التكملة ٨٩٤/ ٢ ط. العطار.
(٢) راجع الاحاطة ٨٣/ ١.
1 / 41