Ibrahim Segundo
إبراهيم الثاني
Géneros
قالت: «لماذا؟»
قال: «لتزيد فتنتك.. ليس مما يطيب للمرء فى كل حال أن تكون المرأة كالصفحة المرفوعة لعينه، وكل ما فيها مسطور بالخط الكبير».
فنظرت إليه كأنما تحاولى أن تستشف المعنى من هيئته لا من ألفاظه، ولكنها لم تقل شيئا ولعلها لم تستطع أن تستوضح شيئا. ومضى هو فى كلامه فقال: «ألا تحسين أنك تتمنين لو كان يلقاك هادئا غير فاتر».
قالت: «هذا أشهى إلى كل نفس، فما لأحد لذة فى هذه الثورات المزعجة».
قال: «ليس إلى كل نفس، ولا إلى نفسك أنت. وإنه ليسرك - فى قرارة نفسك - أن حرقاته تهيج من فرط حبه لك. ولكن عنصر الفزع يستر هذا السرور. ولو كنت تشعرين بالأمن أو بأن لك حيلة أو أن زمامك لا يوشك أن ينتزع من يدك لبدا لك السرور المحجوب. وإنه ليسرك أيضا أن ينتزع الزمام من يدك، ولكن الأوان لم يأت، لأنك لم تفطنى إلى حبك له فأنت لا تزالين تقاومين الشعور الخفى بأنك يوشك أن تغلبى على أمرك وتلقى السلاح وتفتحى ذراعيك».
قالت: «هذه خيالات.. إن خيالك يجمح بك».
قال: «كلا ... ليست هذه خيالات وإنما هى حقائق أراها ماثلة كما أراك. وستعلمين بعد حين أنى على صواب».
قالت: «لماذا تتكلم كأنى لست إلا كتابا تبدى فيه رأيك؟»
ففطن إلى مرادها وأغضى عنه وقال مجيبا: «لأن فى وسعى أن أنتزع من نفسى شخصا اخر، أى أن أتجرد وأدرسه كأنه إنسان غيرى على قدر ما يتيسر هذا لإنسان».
قالت: «ولكنى أحس كأنك لا يعنيك مصيرى».
Página desconocida