Ibrahim el Escritor
إبراهيم الكاتب
Géneros
وسخر من نفسه إذ قال ذلك. من أبناء القرية؟ إنه من جدودها بل جدها الأعلى فيما يعلم!
وقال الرجل بصوت جاد كأنه الصفير «أيوه» ووقف ينتظر السؤال الثاني فقال إبراهيم: «أنا من مصر» كأنما أحب أن يبادله التعريف ويشعره أنهما ندان.
فقال الرجل: «ما شفتهاش يا أفندي».
فقال إبراهيم: «لم تخسر شيئا».
ولمعت عين الرجل وهو يحجب الشمس بكفه ويقول: بيجولو إنها جميلة. ما شفتهاش يا ابني. - ليست أجمل من قريتكم.
وسر الرجل هذا الثناء على قريته وبدا الارتياح في هزات رأسه وفي ازدياد عمق الأخاديد التي حفرها الزمن في وجهه وهو يبتسم وقال: بلدنا؟ الشبان ما يعرفوهاش يا افندي. بيرحلوا ويجعدوا في البنادر. يبعتوهم المدارس يجومو ما يطيجوش البلد تاني. بيعدموا الصحة حداك والمال كمان.
وتحمس فدق الأرض بالعصا وقال: «بجالي سبعين سنة عايش في الأرض ما هجرتها يوم. وأروح فين»؟
وابتسم ووقع كلامه من قلب إبراهيم فقال؟ - وهل كل الفلاحين مثلك؟ - أيوه. زيى؟ لع! ما حد زيي؟ شبان الزمان ده كيف يبجوا زيي؟ ما طيج أفوت ريحة الأرض.
وضحك الرجل أو على الأصح انفرجت شفتاه عن فمه الذي عاد أدرد كالكهف الخاوي وقال: إنه زي البجر اللي تهزل وتهبط لما يتغير الرعي.
ثم رفع يده التي فيها العصا وقال مشيرا إلى نوافذ السلاملك: بينادم عليك يا أفندى.
Página desconocida