Ibrahim, Padre de los Profetas

Abbas Mahmud al-Aqqad d. 1383 AH
42

Ibrahim, Padre de los Profetas

إبراهيم أبو الأنبياء

Géneros

المراجع المسيحية

المصادر المسيحية المتفق عليها بين الكنائس هي الأناجيل الأربعة وما يلحق بها من أقوال الرسل والحواريين، وهي المعروفة بالعهد الجديد.

وهذه الكتب لم تزد شيئا على سيرة الخليل كما جاءت في سفر التكوين وبعض كتب العهد القديم، ولكنها جاءت بتطور هام في دعوته كما تلقاها اليهود في عصر الميلاد. ويبدو هذا التطور الهام في مسائل ثلاث من كبريات المسائل الدينية؛ وهي: مسألة الحياة بعد الموت، ومسألة الوعد الإلهي للشعب المختار وعلاقته بالقومية أو الإنسانية، ومسألة الشعائر وعلاقتها بالروحانيات والجسديات.

ففي عصر الميلاد كانت طائفة كبيرة من اليهود، وهي طائفة الصدوقيين، تنكر القيامة بعد الموت، ولا ترى في الكتب الخمسة دليلا واضحا عليها، وكانت الطوائف الأخرى تؤمن بالثواب والعقاب على الجملة، ولكنها لا تتوسع في وصفهما، ولا ترجع في هذا الوصف إلى سند متفق عليه.

وكانوا إذا وصفوا سوء المصير عبروا عنه بالذهاب إلى الهاوية «شيول»، وإذا وصفوا الرضوان قالوا عن الميت: إنه انضم إلى قومه أو اجتمع بقومه، وفي أذهانهم صورة غامضة عن وجود هؤلاء القوم في عالم غير عالم الحياة الدنيا.

وانتشرت بين أهل فلسطين من اليهود وغيرهم عقائد المصريين في اليوم الآخر؛ لأنهم كانوا يترددون على الإسكندرية، كما كان أهل الإسكندرية يترددون عليهم، ولم تكن في العالم معاهد للثقافة والبحث أكبر من معاهدها، غير مستثنى من ذلك رومة ولا أثينا ولا المدن الشرقية التي كان لها قبل ذلك شأن مذكور في العلم والفن والحكمة، وانتشرت بينهم كذلك عقائد الفلاسفة اليونانيين في خلود الروح، والتمييز بينها وبين الأجساد التي يعرض لها الفناء.

فلما ظهرت الدعوة المسيحية جاءت بوصف للعالم الآخر لم يكن معهودا في كتب اليهود، ولكنه وصف لا سبيل لهم إلى الاعتراض عليه؛ لأنه قائم على قاعدة من دعوة إبراهيم؛ ففي مسألة الحياة بعد الموت ضرب لهم السيد المسيح مثل إبراهيم ولعازر والرجل الغني في العالم الآخر فقال: «كان إنسان غني يلبس الأرجوان والبز، وينعم كل يوم في رفاهة، وكان عند بابه رجل مسكين مطروح مضروب بالقروح، يشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدته، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه، فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغني ودفن، فرفع عينيه في الهاوية وهو يتعذب، ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه، فنادى وقال: يا إبراهيم، ارحمني، وأرسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لساني؛ لأني معذب في هذا اللهب.

فقال إبراهيم: يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك واستوفى لعازر بلاياه، والآن هو يتعزى وأنت تتعذب، وفوق هذا بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت، حتى إن الذين يريدون العبور من ها هنا إليكم لا يقدرون، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا، فقال: أسألك إذن يا أبت أن ترسله إلى بيت أبي؛ لأن لي خمسة إخوة يشهد لهم لكيلا يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا.

قال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم، فقال: لا يا أبي إبراهيم، بل إذا مضى إليهم أحد من الأموات يتوبون، فقال له: إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء؛ فمن قام لهم من الأموات فما هم بمصدقيه.»

1

Página desconocida