واما دفاعه عن التجسيم فهو دفاع المجسمه الصرحاء، فيقول ردا على القائلين بتنزيه الله تعالى عن الاعضاء والاجزاء: انهم جعلوا عمدتهم في تنزيه الرب عن النقائص على نفى التجسيم، ومن سلك هذا المسلك لم ينزه الله عن شيء من النقائص البته.
خلاصه :
ثم يلخص مصادر عقيدته في ذلك، فيقول مكررا قول الاشعرى:
(فان قال قائل: قد انكرتم قول الجهميه والقدريه والخوارج والروافض والمعتزله والمرجئه، فعرفونا قولكم الذى به تقولون، وديانتكم التى بها تدينون.
قيل له: قولنا الذى نقول به، وديانتنا التى ندين بها: التمسك بكتاب ربنا وسنه نبينا، وما جاء عن الصحابه والتابعين وائمه المسلمين، وبما كان يقول به ابو عبدالله احمد بن حنبل قائلون، ولما خالف قوله مجانبون، فانه الامام الكامل، والرئيس الفاضل الذى ابان الله به الحق، واوضح به المناهج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين وشك الشاكين، وذكر جمله الاعتقاد، والاعتقاد على علو الله على العرش، وعلى الرويه، ومساله القرآن ونحو ذلك).
اذن نود ان نقف على مصداقيه هذا القول، ومن وجهه نظر حنبليه صرفه، ومع واحد من كبار ائمه المذهب الحنبلى ومشاهيرهم: ابى الفرج عبدالرحمن ابن الجوزى (ت 597 ه) اذ يقول:
(اعلم ان الناس في اخبار الصفات على ثلاث مراتب:
احدها: امرارها على ما جاءت، من غير تفسير ولا تاويل، الا ان تقع ضروره، كقوله تعالى: ( وجاء ربك ) اى: جاء امره، وهذا مذهب السلف).
وهذا كلام صريح في تحقيق خطا ابن تيميه، فحتى هذا الفريق الذى كان يتجنب التاويل والتفسير واعطاء شيء من المعانى في هذه الايات، كان يلجا الى التاويل تنزيها لله تعالى من التشبيه، كما في المثال المذكور ونظائره. وكل هذا نفاه ابن تيميه عن السلف ليبرر عقيدته في ان الله جل جلاله يجى ء ويروح وينزل ويصعد!.
قال ابن الجوزى :
Página 72