وذكر الاناجيل الاربعه المعروفه وتاريخ تاليفها ودواعى تسرب التحريف اليها، ثم تكلم حول التحريف الواقع فيها وفى التوراه ايضا، لكن كلامه هنا جاء مجملا جدا، مفتقرا للتفصيل. فهو يرى ان التحريف قد حصل في بعض الفاظها، ولكن لم يبين شيئا عن حجم هذا البعض، ولاعن موضوعاته، فقال: (والصواب الذى عليه الجمهور انه بدل بعض الفاظها).
ولكنه في موضع آخر يومى الى ان هذا البعض قليل، وان التحريف الكثير كان في معانى الالفاظ، لافى الالفاظ نفسها، فيقول: (جمهور المسلمين يقولون ان بعض الفاظها بدل، كما قد بدل كثير من معانيها). وهذا خلاف ما اثبته اهل التحقيق في هذا الباب من ان هذه الاناجيل والتوراه لم تحتفظ الا بالقليل من نصوص الشريعه بالفاظها.
ولكنه في موضع آخر نصر الراى القائل بوجود نسخ صحيحه لم يطرا عليها التحريف البته، قال: والصحيح هو ان في الارض نسخا صحيحه بقيت الى عهد النبى (، ونسخا كثيره محرفه.
وحين لا تجد عنده ذكرا للانجيل الخامس، انجيل برنابا، فهو معذور في ذلك، فهذا الانجيل اضاعه النصارى فخفى على العرب.
فمنذ سنه 492 للميلاد اى قبل المبعث النبوى الشريف بنحو مئه وعشرين عاما - صدر امر البابا جلاسيوس الاول بحظر هذا الكتاب ومصادرته، لما حمله من حقائق فاضحه لهذه الاناجيل المتداوله. وبقى مختفيا حتى القرن الثامن عشر، حيث ظهرت له نسخه ايطاليه لاول مره سنه 1709م، ولم يعرف العرب ما فيه حتى نقله الى العربيه الدكتور خليل سعاده سنه 1908.
Página 50