ومن المحال أن يكون واجب الوجود مسبوقا؛ لأن الذي يسبقه يكون إذن أولى بالوجوب.
ومن المحال أن يكون مركبا لأن أجزاء المركب تسبقه وتحتاج إلى فاعل للتركيب والإيجاد.
فهو أول، وهو جوهر بسيط منزه عن التركيب.
ولم يكن ابن سينا مبدعا في كلامه عن واجب الوجود، أو ممكن الوجود، لأن الفارابي قد سبقه إليه، كما سبقه المعتزلة وبعض المتكلمين.
ولكن ابن سينا قد أبدع تقسيم الوجود إلى واجب بذاته، وممكن بذاته ولكنه واجب لغيره.
وبذلك وفق بين القائلين بقدم العالم وخلقه. فإن العالم ممكن بذاته، ولكنه واجب بغيره؛ لأنه كان في علم الله. وما كان في علم الله لا بد أن يكون.
وليس العالم حادثا في زمان لأن الزمان وجد مع العالم: تحرك العالم فوجد الزمان مع هذه الحركة، وإنما كان وجوده لأنه وجد في علم الله فأخرجه الله من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل، والله قديم بالذات، سرمد لا يحيط به وقت ولا محل. فالعالم كما كان في إرادة الله قديم، وكما كان بالحركة مسبوق بذات الله، وهو سبق سرمدي لا يحده الزمان.
وهنا يقول ابن سينا بالحركة الأولى كما قال أرسطو بها أو بالعلة الأولى: فالمحرك الأول هو علة الحركة.
والحركة هي علة الزمان.
والزمان والفلك إذن مخلوقان على السواء.
Página desconocida