336

Ibn Rumi: Su vida a través de su poesía

ابن الرومي: حياته من شعره

Géneros

ودامت الدنيا له غضة

كأنها الجارية الناهد

وليس الأمر كله حسا بالظواهر كذلك الحس الذي لا مذهب له وراء العيون والآذان والآناف، ولا هو بالدقة التي ترهف الحواس إرهافا، فلا يكون قصاراها إلا أن تقابل بين المرئيات والمسموعات، أو بين هذه وتلك وبين المشمومات والملموسات، كلا! فإن هذه اليقظة الحسية لتصاحبها يقظة في الشعور الباطني تسري به في كل مسرى، وتنفذ به إلى كل منفذ، وتترجم العواطف والأخلاق كما تترجم المناظر والألحان؛ فإذا تتبع «المكر» في خبايا الفكر، فهو القائل في ذلك قولا لا يسبقه فيه شاعر:

لك مكر يدب في القوم أخفى

من دبيب المدام في الأعضاء

أو دبيب الملال في مستهامي

ن إلى غاية من البغضاء

أو مسير القضاء في ظلم الغي

ب إلى قاصد له بالتواء

وإذا جال الحزن في نفسه بدت منه على الكون غشاوة، ولاح له كأنما نفخ في الصور ودمر كل عامر:

Página desconocida