Ibn Qayyim al-Jawziyyah and His Contributions to the Hadith and Its Sciences

Gamal bin Mohammed El-Sayed d. Unknown
80

Ibn Qayyim al-Jawziyyah and His Contributions to the Hadith and Its Sciences

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

Editorial

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

المبحث الثالث: أخلاقه وصفاته الشخصية إن أول ما يلمسه المرء ويحسه - وبخاصة إذا كان ممن عَرَفَ ابن القَيِّم، وعاش مع تراثه الممتع النافع - أنه أمام عالم عامل، وداعية مخلص صادق، ومربٍ فاضل، أفنى عمره في محاربة كل شر ورذيلة، والدعوة إلى التخلق بكل خير وفضيلة. فلم يكن ابن القَيِّم ﵀ ممن يتكسبون بدعوتهم، أو يطلبون بها عرضًا زائلًا - كما كان حال البعض في عصره - وإنما كان صاحب رسالة سامية، عاش حياته مبلغًا لها ومنافحًا عنها. فلا عجب إذن أن يكون على درجة عالية من الأخلاق الفاضلة، والخلال الحميدة، بشهادة كل من عايشه وسعد بصحبته، فقد كان (الغالب عليه الخير والأخلاق الصالحة) كما وصفه بذلك تلميذه ابن كثير رحمه الله١. كما لا يفوتنا التنبيه على أن هذه الأسرة الطيبة التي نشأ ابن القَيِّم بين أحضانها، وما لقيه منها من رعاية وحسن توجيه - وخاصة والده الذين قدمنا طرفًا من سيرته العطرة - كان لها أكبر الأثر في تحلي ابن القَيِّم ﵀ بجميل العادات، ومحاسن الأخلاق، كما سبق التنبيه على ذلك. ويمكن لنا أن نسجل بعض هذه الصفات التي كان متخلقًا بها،

١ البداية والنهاية: (١٤/٢٤٦) .

1 / 99