والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله ... ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به، فإن الله ناصره وهاديه"١.
ولقد كان ابن القَيِّم ﵀ كعادته - ممتثلًا ذلك في نفسه أولًا، فكان خير مثل للعلماء العالمين العاملين، الصادقين المخلصين، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر بلسانه ويده، قائمًا لله بحقه، فبارك الله له في دعوته، وألقى في القلوب مَحَبَّتِهُ.
ثامنًا: محاربة الفساد والأوضاع الخاطئة في مجتمعه، وإنكار المنكرات السائدة فيه، والتحذير منها.
وقد سبقت الإشارة إلى شيء من مواقفه في ذلك، كموقفه من عادة التحليل، والغناء والسماع الذي عمَّت به البلوى في وقته، وغير ذلك من المنكرات التي انتشرت آنذاك، فوقف لها بالمرصاد: يفضح أمرها، ويبين خطرها وسوءَ عَاقِبَتِهَا.
فكان ﵀ يُعدُّ بحق مُصلحًا اجتماعيًا ناجحًا.
تلك هي أبرز الأهداف النبيلة التي كان ابن القَيِّم ﵀ يسعى لتحقيقها، والمبادئ التي كان ينادي بالتزامها والتحلِّي بها، والآراء السديدة التي كانت له، فجزاه الله خير الجزاء من عَالِمٍ صادق، وداعية مصلح، وإمامٍ ربانيِّ.
١ إعلام الموقعين: (١/١٠-١١) .