Ibn Muqaffac: Líderes de la Literatura (Parte Segunda)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
Géneros
وأما اللذان قد كفيت تجربتهما وتبين لك ضوء أمرهما فإن أحدهما فاجر كان في أبرار والآخر بر كان في فجار. (10)
حق على العاقل أن يتخذ مرآتين، فينظر من إحداهما في مساوئ نفسه فيتصاغر بها، ويصلح ما استطاع منها، وينظر في الأخرى في محاسن الناس فيحليهم بها، ويأخذ ما استطاع منها. (11)
وكان يقال: عمل الرجل فيما يعلم أنه خطأ هوى «والهوى آفة العفاف»، وتركه العمل فيما يعلم أنه صواب تهاون «والتهاون آفة الدين»، وإقدامه على ما لا يدري أصواب هو أم خطأ جماح «والجماح آفة العقل». (12)
أمور لا تصلح إلا بقرائنها: لا ينفع العقل بغير ورع، ولا الحفظ بغير عقل، ولا شدة البطش بغير شدة القلب، ولا الجمال بغير حلاوة، ولا الحسب بغير أدب، ولا السرور بغير أمن، ولا الغنى بغير جود، ولا المروءة بغير تواضع، ولا الخفض بغير كفاية، ولا الاجتهاد بغير توفيق. (13)
اغتنم من الخير ما تعجلت، ومن الأهواء ما سوفت، ومن النصب ما عاد عليك، ولا تفرح بالبطالة ولا تجبن عن العمل. (14)
من استعظم من الدنيا شيئا فبطر، واستصغر من الدنيا شيئا فتهاون، واحتقر من الإثم شيئا فاجترأ عليه، واغتر بعدو وإن قل فلم يحذره، فذلك من ضياع العقل. (15)
إن المستشير وإن كان أفضل من المستشار رأيا فهو يزداد برأيه رأيا كما تزداد النار بالودك ضوءا. (16)
أربعة أشياء لا يستقل منها قليل: النار، والمرض، والعدو، والدين. (17)
وسمعت العلماء قالوا: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا غنى كالرضا، وأحق ما صبر عليه ما لا سبيل إلى تغييره، وأفضل البر الرحمة، ورأس المودة الاسترسال، ورأس العقل المعرفة بما يكون وما لا يكون، وطيب النفس حسن الانصراف عما لا سبيل إليه، وليس من الدنيا سرور يعدل صحبة الإخوان، ولا فيها غم يعدل غم فقدهم. (18)
لا تعد غنيا من لم يشارك في ماله، ولا تعد نعيما ما كان فيه تنغيص وسوء ثناء، ولا تعد الغنم غنما إذا ساق غرما، ولا الغرم غرما إذا ساق غنما، ولا تعتد من الحياة ما كان في فراق الأحبة. (19)
Página desconocida