Ibn Muqaffac: Líderes de la Literatura (Parte Segunda)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
Géneros
والخورنق والسدير،
13
إلى غير ذلك من الكلمات الفارسية التي استعملها العرب قبل الإسلام بعد أن عربوها وتداولها بلغاؤهم في أشعارهم، ولقد أغرق بعض متنطعي الفرس وزعم أن مكة - قلب البلاد العربية ومبعث نور الإسلام - اسم فارسي مركب من ماه أي القمر، وكاه أي محل.
وقد أثرت اللغة الفارسية في الشاعر عدي بن زيد العبادي كاتب كسرى حتى ثقل لسانه؛ لذلك فالعلماء لا يرون شعره حجة، وكذلك أعشى قيس فإنه كان يفد على ملوك فارس؛ ولذلك كثرت الفارسية في شعره كما قال ابن قتيبة في الشعر والشعراء.
ولم يقف الأمر عند اللغة والشعر، بل تعداه إلى العلم، فالحرث بن كلدة الثقفي طبيب العرب رحل إلى أرض فارس وأخذ الطب عن أهل تلك الديار من أهل جنديسابور، وذلك يقتضي تعلم لغتهم وإتقانها.
هذا وقد وقع في القرآن الكريم عدة كلمات فارسية، مثل سندس وإستبرق وأباريق وزنجبيل، وروي عن النبي - عليه السلام - أنه استعمل كلمات فارسية على سبيل التلطف، قال أبو هريرة: هجر النبي
صلى الله عليه وسلم
فهجرت وصليت، ثم جلست فالتفت إلي وقال: شكم درد؟
14
فقلت: نعم. فقال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء.»
Página desconocida