Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Editorial
دار الفكر العربي
Ubicación del editor
القاهرة
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
Muhammad Abu Zahraابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Editorial
دار الفكر العربي
Ubicación del editor
القاهرة
واشتد عجبي من مفارقتي لطَبعي، وصح عندي أن الطحال موضع الفرح. وإذا فسد تولد ضده (١).
٨٤ - هذا وصفه العميق لنفسه ينكر ضيق خلقه وتبرمه بل يصف نفسه بأنها تكون نزقة، فبالصراحة التي وصف بها آراء غيره: وصف نفسه. ولا يهمنا ما قاله من أن الطحال باعث التفاؤل إن سلم: والتشاؤم إن سقم. لا يهمنا صدق هذه القضية أو عدم صحتها فإن ذلك موكول إلى الطب وإلى علماء التشريح من الأطباء وإنما يهمنا وصفه الدقيق لنفسه، وصدق حكمه حتى على معايبه، وصراحته الشديدة القوية العنيفة في حكمه على نفسه وأي صراحة أجل من أنه يقول إنه يكون منه النزق والاندفاع في القول،
وإنه ليقرر أن خلقه قد تبدل من هدوء واستقرار واطمئنان وبشر وإقبال على الحياة والأحياء إلى ضجر وضيق خلق واندفاع بعد أن أصيب بهذه العلة وأنه لاحظ ذلك في نفسه،
ولو أنه بين لنا التاريخ الذي أصيب فيه بهذه العلة لاستطعنا أن نتبين شطري حياته، حياة الاطمئنان والسرور. ثم حياة الضجر وضيق الخلق والاندفاع.
وإننا لو درسنا كتاباته دراسة متفحص متعرف لما وراء السطور لوجدنا بعض الكتب قد كتبه وهو في حال بشر وسرور وحب للحياة والأحياء وإقبال على الدنيا بما فيها ومن فيها مع العفة والورع: فأي قارئ يقرأ كتاب طوق الحمامة ولا يرى فيه البشر والسرور يفيضان على القلم من نفس الكاتب وروحه.
٨٥ - ولكن أهذه الحدة التي أصابته بشدة الجامدين في نقده وإغرائهم الأمراء به. وبالعلة التي انتابته لم تنتج إلا المعاندة والمغاضبة بينه وبينهم والنفي إلى قريته التي مات فيها؟ إنها بلا شك أنتجت ذلك ولكنها أنتجت
(١) مداواة النفوس ص ٥٤
72